وسط إجراءات أمنية مكثفة وتدابير احترازية جراء الظرف الاستثنائي الذي فرضته حالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار فيروس "كوفيد 19"، وري الثرى جثمان الوزير الأول الأسبق الراحل عبد الرحمان اليوسفي، بعد صلاة الظهر، اليوم الجمعة، وذلك بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء. وشهدت مقبرة الشهداء ومحيطها، اليوم، حركة دؤوبة لرجال الأمن على رأسهم والي أمن البيضاء، وكذا المكلفين بتأمين التدابير الوقائية والاحترازية، الذين سهروا على تدبير هذه الإجراءات، بسبب حالة الحجر الصحي وفرض حالة الطوارئ الصحية بالمملكة، من أجل تأمين الجنازة والوداع الأخير الوزير الأسبق. وحضر لتوديع جثمان الراحل اليوسفي، الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى مثواه الأخير، عدد محدود من مقربيه، فضلا عن العديد من الوجوه السياسية وكذا أعضاء وقيادات حزب الاتحاد الاشتراكي، على رأسهم حبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، وادريس لشكر، الكاتب الأول الحالي لحزب الاتحاد الاشتراكي، والقيادي فتح الله ولعلو، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي سابقا ورفيق درب الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي. وكان الفقيد قد أسلم الروح إلى باريها ليلة الخميس – الجمعة في الدارالبيضاء، عن عمر ناهز 96 سنة. وكان الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، يوم الأحد الماضي، نقل إلى مصحة الشيخ خليفة بالدارالبيضاء، حيث وضع في قسم الإنعاش على إثر وعكة صحية ألمت به. وكان الفقيد، الذي ازداد في 8 مارس 1924 بمدينة طنجة، قد التحق بصفوف الحركة الوطنية عندما كان تلميذا بثانوية مولاي يوسف بالرباط. وكان الراحل عضوا بالأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي تحول إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975. وتولى رئاسة تحرير لسان الحزب جريدة "التحرير" – 1959 – 1965. وفي 4 فبراير 1998 كلفه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بتشكيل حكومة التناوب، التي قدم تشكيلتها إلى جلالته في 14 مارس من نفس السنة. وبعد وفاة الملك الحسن الثاني احتفظ به صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس الحكومة، وخصه بتكريم خاص. وأعيد تعيينه وزيرا أول في الحكومة التي تم تشكيلها في 6 شتنبر 2000، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية 9 أكتوبر 2002.