حج عدد من الشخصيات السياسية ومواطنين مغاربة، فضلاً عن عشرات الصحافيين، إلى مقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، بعد زوال اليوم الجمعة، لإلقاء النظرة الأخيرة وتوديع عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق وقائد أول حكومة تناوب في التاريخ السياسي المغربي. ووفق مصادر 'القناة'، فإن السلطات المحلية ورجال الأمن الوطني، اتخذوا العديد من الإجراءات الوقائية بمقبرة الشهداء ومحيطها، لاستقبال جثمان الراحل اليوسفي، في ظل الحجر الصحي الذي أعلنه المغرب منذ مارس الماضي. وأفادت مصادر اتحادية بأن الحضور اقتصر على عشرة مشيعين تقدمهم ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ولحبيب المالكي وزوجة الراحل مارين هيلين اليوسفي وابنة شقيقه مونة اليوسفي، إلى جانب بعض النساء من عائلته. وأفادت المصادر ذاتها، إن جثمان الفقيد سيوارى الثرى بجانب الفقيد عبد الله إبراهيم بمدخل المقبرة'، مشيرة إلى أن 'التدابير الاحترازية المتخذة في ظل الحجر الصحي، لم تسمح بحضور أعداد كبيرة من المواطنين لتوديع اليوسفي إلى مثواه الأخير'. وتوفي صباح اليوم الجمعة، في أحد مستشفيات الدارالبيضاء، الزعيم الاتحادي والوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي، عن عمر ناهز 96 عاما، بعد صراع طويل مع المرض بأحد المصحات الخاصة بالدارالبيضاء. وكان عبد الرحمان اليوسفي، الذي ازداد في 8 مارس 1924 بمدينة طنجة، قد التحق بصفوف الحركة الوطنية عندما كان تلميذا بثانوية مولاي يوسف بالرباط. وكان الراحل عضوا بالأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي تحول إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975، وتولى رئاسة تحرير لسان الحزب جريدة "التحرير" (1959 – 1965). وفي 4 فبراير 1998 كلفه المغفور له الملك الحسن الثاني بتشكيل حكومة التناوب، التي قدم تشكيلتها إلى الراحل الحسن الثاني في 14 مارس من نفس السنة. وبعد وفاة الملك الحسن الثاني احتفظ به الملك محمد السادس على رأس الحكومة، وخصه بتكريم خاص، وأعيد تعيينه وزيرا أول في الحكومة التي تم تشكيلها في 6 شتنبر 2000، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية 9 أكتوبر 2002. وفي سنة 2016، أشرف الملك محمد السادس بطنجة على تدشين شارع يحمل اسم الراحل، تكريما لما يتحلى به من خصال وطنية. وفي سنة 2019، ترأس الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بتطوان حفل أداء القسم من طرف 1839 ضابطا متخرجا من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذا الضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 283 ضابطة. وبهذه المناسبة، أطلق الملك على هذا الفوج اسم "الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي" تكريما لمبادئه الثابتة في حب الوطن، والتشبث بمقدسات الأمة، وبالوحدة الترابية للمملكة. وقد تم نقل الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، يوم الأحد الماضي، إلى مصحة الشيخ خليفة بالدارالبيضاء حيث وضع في قسم الإنعاش على إثر وعكة صحية.