في ظل الإجراءات الاحترازية التي تبناها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتصدي لجائحة فيروس كوفيد 19 ( كورونا المستجد)، أصبحت شوارع وأزقة مدينة مراكش شبه فارغة تستمع بنوع من الهدوء الطبيعي في راحة طبيعية بعد أن كانت لسنوات تنعم بالحركة والرواج. وإذا كان هذا الهدوء يلمسه بعض الساكنة المتنقلين من اجل العمل أو لقضاء بعض الأغراض الخاصة، فهناك ظاهرة التسول التي لازالت تؤرق بال المسؤولين على المستوى المحلي، خصوصا المتسولين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء أو اللاجئين السوريين الذين يعملون على تصيد المحسنين بملتقيات الطرق بالشوارع الكبرى للمدينة وأيضا بعدد من المناطق السكنية، بعدما صار التسول تجارة مربحة بالنسبة لهم. ورغم التزام الساكنة المراكشية بالإجراءات المتخذة في ظل الحجر الصحي، فإن العديد من المتسولين ضمنهم الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء كسروا حالة الطوارئ الصحية، مفضلين ممارسة حياتهم العادية عند كل إشارة مرور، يترصدون أصحاب السيارات طلبا لدريهمات. وعاينت "الصحراء المغربية" بعض المتسولين يرابطون أمام المخابز العصرية والمحلات التجارية دون الالتزام بارتداء الكمامات الواقية، ينتظرون ما سيجود به المحسنين عليهم، بعد رفضهم لكل أشكال الدعم والرعاية التي وفرتها ولاية جهة مراكشآسفي للأشخاص في وضعيات صعبة والذين زادت تداعيات انتشار وباء كورونا المستجد في تفاقم أوضاعهم. وحسب عدد من المتتبعين، فإن تجول وانتشار المتسولين بأهم الشوارع والأزقة والمناطق السكنية بالمدينة الحمراء يعتبر ضربا لكل الجهود لمبذولة في هذا الصدد، حيث اتخذوا من التسول حرفة ووسيلة سهلة للحصول على المال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية. وكان كريم قسي لحلو والي جهة مراكش أسفي عامل عمالة مراكش، أصدر عددا من القرارات ذات علاقة بالإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) وتتعلق بتنظيم عملية التسوق، ومنع إركاب شخص آخر زيادة بالنسبة لمستعملي الدراجات بشتى أنواعها، وكذا منع المهاجرين الأفارقة من التجمع أمام الإشارات الضوئية. ورغم الإجراءات المتخذة على المستوى المحلي لإيواء هذه الفئة من المهاجرين، تجنبا لإصابتهم بهذا الداء الخطير، فإنها لا تأبه ولا تولي أي اهتمام للجهود المبذولة من قبل المغرب للحد من انتشار هذه الجائحة والحيلولة دون ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجدة، التي تعاني من انتشاره عدد من البلدان خاصة الأوربية والولايات المتحدةالأمريكية. يذكر أن السلطات الحلية، عملت منذ سنوات عدة على محاربة ظاهرة التسول، التي تعد ظاهرة عالمية لا تختص بوطن بعينه، حيث تنتشر في كل بلدان العالم سواء الفقيرة والغنية، حيث امتهنها البعض لكسب المال عن طريق مد اليد وسؤال الناس، بطرق ملتوية رغبة منهم في كسب استعطاف المارة، مما يشوه صورة مدينة النخيل التي تعتبر الوجهة السياحية الأولى على الصعيد الوطني، وأيضا من بين الوجهات الأولى على المستوى الإفريقي.