بعد إعلانها عن تخصيصها لعدة أرقام هاتفية للمساعدة والمواكبة النفسية للنساء ضحايا العنف داخل بيت الزوجية، خلال فترة الحجر الصحي، الذي اتخذت المملكة اجراءاته منذ مارس الماضي للحد من تداعيات تفشي وباء "كوفيد 19". قالت بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة "استقبلنا ما بين 200 و150 اتصال من نساء يبلغن عن تعرضهن للعنف الزوجي منذ أن أطلقنا حملة الاستماع عبر الهاتف لحالات العنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي". وأوضحت عبدو في اتصال ب "الصحراء المغربية" أن هذه الحالات المستقبلة عبر الأرقام الهاتفية التي خصصت الجمعية لهذه المبادرة، هي أكثر بكثير مقارنة مع الأيام العادية التي تستقبل فيها الجمعية حالات العنف عبر مراكز الاستماع التابعة لها مضيفة أن الأرقام الخاصة بالأخصائية النفسانية وكذا الأخصائيين القانونيين "المحامي والمحامية"، استقبلوا حالات كثيرة تعبر عن أنواع مختلفة من العنف الممارس على النساء خلال فترة الحجر الصحي، وذلك بنسبة 50 في المائة من الحالات المتوصل بها عبر الهاتف. وأكدت عبدو أن ثلاث حالات من النساء المعنفات خلال الحجر الصحي، جرى إيوائهن من طرف الجمعية، حيث أخذت الجمعية على عاتقها إيواء إحداهن بمركز للإيواء، واثنين اكتريتن لهما شقق للسكن فيها. ولفتت مديرة الجمعية إلى أن الأرقام الهاتفية استقبلت حالات أخرى لا علاقة لها بالعنف الأسري أو العنف ضد النساء، حيث تمثلت في المساعدة الاجتماعية، من ضمنها حالات تبحث عن المعلومة حول خدمة التعويض المخصص لدعم أصحاب "راميد" أو القطاع غير المهيكل، ومنهم من اتصل ليخبر الجمعية أنه لا يعرف كيف يملأ الاستمارة عبر الموقع الالكتروني المخصص لهذه العملية وأشارت عبدو إلى أن الجمعية أخدت أيضا على عاتقها هذه المهمة حيث ساعدت الكثير من أرباب الاسر سواء رجال أو نساء في هذه العملية وتمكنوا من دفع طلبات الدعم بسبب تضررهم من تفشي جائحة كورونا كما أشارت الفاعلة الجمعوية إلى استقبال هذه الأرقام لحالات تطالب بالمساعدة الاجتماعية فيما يتعلق ب "القفة" بسبب توقف النشاط اليومي لرب الأسرة سواء كان رجل أو امرأة حيث تكفلت الجمعية بوضع لائحة أولية تمكنت من خلالها من تقديم مجموعة من المساعدات الاجتماعية بتنسيق مع بعض شركائها، وكشفت أن الجمعية، اليوم، فتحت لائحة أخرى لمن يطالبون بالمساعدة الاجتماعية في هذا الجانب، حيث تبحث الجمعية عمن يساعدها في توفير احتياجات هذه الفئة من المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات اليومية. وبالعودة إلى الأرقام الهاتفية المخصصة لاستقبال حالات العنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي، أبرزت عبدو أن المكالمات المتوصل بها للإبلاغ عن حالات العنف كانت عن المستوى الوطني وهو ما وصفته ب "الجميل" على اعتبار أن الاستماع لم يقتصر فقط على حالات عبر جهة الدارالبيضاء سطات، قائلة "كنا نستمع فقط للنساء في جهة الدارالبيضاء سطات.. اليوم عبر الهاتف استمعنا للنساء من مختلف المناطق والمدن" وبالنسبة للخدمات المقدمة من طرف الجمعية لحالات المعنفة في هذا الحجر الصحي، قالت عبدو إنها كانت آنية وذلك من خلال الاستماع الإيجابي ومعرفة المشكلة الحقيقة والحاجة ونوعية العنف الممارس، ثم تقديم الدعم النفسي من خلال توجيه هذه الحالات إلى الاخصائية النفسانية وذلك بمعدل أزيد من ثلاث حصص بالاتصال اليومي والمباشر، ثم تقديم الدعم والتوجيه والإرشاد القانوني من طرف الأخصائيين القانونيين العاملين إلى جانب الجمعية "محام ومحامية"، اللذان قدما لهذه الحالات النصائح القانونية وكذا والإجراءات القانونية التي يمكن ان تتخذ في هذا الجانب مع كل حالة على حدة".
وبالنسبة للعنف الممارس على النساء المتصلات بهذه الأرقام، حددتها عبدو في العنف بكل أشكاله، سواء العنف الجسدي "الضرب حيث هناك حالات ووصلت إلى حد الانتقال إلى المستشفى للكشف والفحص وتسلم شواهد طبية عن ذلك، ثم العنف اللفظي المتمثل في الإهانة والسب والقذف ما أفقد هاته النساء الدفيء والطمأنينة داخل الأسرة ما جعلهن يرفضن هذا الحجر الصحي والبقاء تحت سقف منزل واحد مع هذا الزوج المعنف"، ثم ثالثا العنف الاقتصادي المتمثل في قلة ذات اليد ما يخلق مشاكل كثيرة تجعل هذا الزوج في حالة عصبية ونفسية غير سوية ويعكس ذلك في العنف ضد الزوجة وداخل البيت.