ألقت تداعيات انتشار فيروس كورونا بظلالها على القطاع الفني كغيره من القطاعات الحيوية في المغرب، بما في ذلك المجال السينمائي بكافة مشاربه بداية من مرحلة الكتابة وصولا إلى قاعات العرض، التي أغلقت إلى جانب العديد من المرافق العمومية كإجراء احترازي للوقاية من انتشار عدوى الفيروس. ويتضح حجم الخسائر المادية التي يتكبدها القطاع الفني والسينمائي في هذه الفترة استنادا إلى الحصيلة السنوية التي يقدمها المركز السينمائي المغربي والتي تؤكد على أن مجموع الإنتاجات الفنية والسينمائية خلال 2019، بلغ 331 عملا توزع بين الأفلام الطويلة، والمسلسلات والأفلام التلفزيونية، والأشرطة الوثائقية، والقصيرة، إلى جانب السيتكومات والإعلانات الإشهارية، علما أن هذه الفترة من السنة تشهد عادة انتعاشا على مستوى تصوير وتحضير الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية، سواء التلفزيونية أو استقبال منتجين ومخرجين أجانب يحضرون لأعمالهم السينمائية في المغرب. وأكد جمال السويسي، رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، في حديث مع "الصحراء المغربية" أن توقف الإنتاجات الفنية المغربية والأجنبية في هذه الفترة ساهم في تضرر أزيد من 5 آلاف تقني حاملين للبطاقة المهنية من المركز السينمائي المغربي، مشيرا إلى أن هذه الأزمة لا تخص المنتجين فحسب، بل تتعداهم لتشمل الممثلين والموسيقيين وكتاب السيناريو والمخرجين وغيرهم. وأضاف السويسي أن جل العاملين بالمجال الفني، الذي يعتبر قطاعا غير مهيكل يعتمدون في تأمين قوتهم على مشاريع الأعمال دون أجور شهرية محددة، الأمر الذي يزيد الوضع سوء، خاصة بالنسبة للفئات الهشة اجتماعيا. وأوضح رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، أن الرسالة التي وجهت إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ناشدت المسؤولين بالتدخل السريع لاتخاذ إجراءات استعجالية تهم الوضع الاجتماعي الخاص بمهنيي الفنون الدرامية الحية والمسجلة وفنون العرض عموما، في ظل الإجراءات الوقائية المتخذة لمواجهة فيروس "كوفيد 19". من جانبه شدد خالد زايري المنتج وكاتب عام الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام على الأضرار الاجتماعية التي تتكبدها حوالي 40 ألف عائلة تنتمي للأطقم التقنية والفنية التي تشتغل في مجال السينما. وأوضح زايري في تصريح ل"الصحراء المغربية" الدور الكبير الذي يلعبه قطاع السينما في الاقتصاد المغربي قائلا، "لا يمكن الحديث عن الثقافة والسينما بمنحى عن مساهمته في الدورة الاقتصادية، سواء من حيث خلق فرص الشغل، أو إنعاش السياحة وترويج قطاع الفنادق والمرافق العمومية، إلى جانب ضخ العملة عن طريق الأفلام الأجنبية والتعاون الذي يجمع شركات متخصصة مع قنوات أجنبية". ولم يغفل خالد زايري التعبير عن انزعاجه من بعض التصريحات المسيئة للفن والفنانين بدعوى رغبتهم في الاستفادة من صندوق تدبير جائحة كورونا، مذكرا بأن قطاع الثقافة والفن والسينما يشكل ضرورة اقتصادية يعكس الهوية المغربية ويسوق لصورة هذا البلد في الخارج.