أكد سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أمس الأربعاء بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، أن اعتماد نظام البكالوريوس في مؤسسات التعليم العالي، سيمكن من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، خاصة أنظمة الدول الأنجلوسكسونية، التي أبانت عن فعاليتها. وأوضح أمزازي خلال إلقائه لمحاضرة حول موضوع"النظام التعليمي الجديد وتحديات التوظيف"، في إطار اللقاءات الفكرية التي تنظمها جامعة القاضي عياض، أن البكالوريوس يعد الشهادة الجامعية الأكثر انتشارا والأكثر اعتمادا بالعالم، وهي استجابة لتوقعات المجتمع وسوق العمل ووسيلة لتعزيز مهارات الطلاب. وفي معرض تحليله لنواقص نظام الإجازة، الذي لم ينكر أهميته وأدواره في مرحلة سابقة في تكوين النخب، أبرز أمزازي أن أزيد من 16 في المائة من المسجلين الجدد بالكليات يغادرون الجامعة من السنة الأولى دون إجراء أي امتحان، وأن 27 في المائة من المسجلين الجدد في الشعب العلمية يغادرون الدراسة بالجامعة من دون أن يجتازوا امتحانات الأسدس الأول، في المقابل نجد أن 45 في المائة من الطلبة يقضون خمس سنوات دون الحصول على أي دبلوم، كما أن 45 في المائة من الطلبة يحصلون على الإجارة في أربع سنوات فما فوق، علما أن المعدل الوطني للحصول على الإجازة يتراوح مابين أربع وخمس سنوات. وأشار الوزير إلى أن اعتماد نظام البكالوريوس من طرف المملكة يأتي عقب توصيات المؤسسات المغربية، التي قامت بتقييم للنظام الجامعي القديم (إجازة ماستر دكتوراه) ورصدت به عددا من النقائص. وأضاف أمزازي أن هذا النظام الجديد، سيمكن من معالجة مشكلة عدم التوافق بين التعليم وسوق الشغل، مشيرا في السياق نفسه، إلى أن خريجي البكالوريا هم الذين يعانون أكثر من البطالة اليوم، خصوصا أن شهادة (البكالوريا زائد ثلاث سنوات) لم تعد تفي بمتطلبات سوق الشغل. وفي هذا الإطار، قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إن سوق الشغل أصبح اليوم أكثر احترافا ويبحث سير ذاتية أكثر تطورا وأفضل تدريبا، وبالتالي فإن الحل هو البكالوريوس، مشيرا إلى أن الوقت حان لإجراء تغيير عميق والابتكار والملائمة مع المعايير الدولية. وبالإضافة إلى تعزيز قابلية توظيف الطلاب، أكد الوزير أن هذا النظام الجديد سيمكن الطلبة من اكتساب القدرات وتقوية تعلمهم للغات الأجنبية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة. وبفضل هذا النظام، يضيف أمزازي سيتم تسهيل وتعزيز التنقل الدولي للطلاب المغاربة ، من خلال فتح نظام التعليم المغربي للمعايير الدولية، ومن خلال اعتماد أكثر الشهادات الممنوحة في العالم ، والتي تعزز تحقيق الذات والحكم الذاتي. واستعرض أمزازي مزايا النظام الجديد، التي تتلخص على وجه الخصوص في إدخال المهارات اللينة في الهندسة التربوية، وإصدار الشهادات للغات الأجنبية وتشجيع العمل الشخصي للطالب، وإنشاء نظام للاعتمادات للاستفادة من المعرفة المكتسبة ، والانفتاح على المجالات التأديبية الأخرى ، وتعزيز المهارات الرقمية للطلاب وتنفيذ ملحق البكالوريوس لرؤية الدورة التدريبية. وبعد أن أشار إلى أن هذا النظام الجديد سيبدأ العمل به في مؤسسات التعليم العالي الوطنية فعليا في شتنبر المقبل، دعا أمزازي مؤسسات التعليم العالي إلى المساهمة في إنجاح هذا النظام من خلال إطلاق حملة للتسجيل في المسالك، معتبرا أن كل مؤسسة مدعوة لإنشاء مجلس لرؤساء الإدارات يتدخلون في الإشراف على القطاعات التي يوجد مقرها بهذه المؤسسات. وخلص الوزير إلى القول بأن قطاع التعليم يظل أحد ركائز النموذج التنموي الكبير بالمملكة المغربية، على اعتبار أن التكوين الجيد كفيل بمواكبة مختلف الاستراتيجيات القطاعية التي باشرها المغرب. وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أعلن عن العمل بهذا النظام الجديد بمؤسسات التعليم العالي، خلال ترأسه يوم الثلاثاء الماضي بكلية الطب والصيدلة بمراكش، للجلسة الافتتاحية للمناظرة المغربية الأمريكية، التي نظمتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتعاون مع سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب واللجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي حول موضوع "الإصلاح البيداغوجي الوطني بالتعليم العالي .. تنزيل البكالوريوس".