جاء ذلك في أعقاب اختتام الدورة السادسة للبينالي الدولي لبكين، الذي شارك فيه المنصوري مشاركة متميزة بين كوكبة من الفنانين العالميين المرموقين مثلوا مختلف الثقافات العالمية. وقال المنصوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المشاركات شكلت بالنسبة له "مرتعا خصبا من التجارب لإغناء وتغذية تجربته الخاصة، خصوصا أعمال بعض الفنانين القادمين من شرق أوروبا والتي مثلت روحا جديدة في التشكيل". وأوضح المنصوري أن المنجز التشكيلي المغربي، الذي كان له شرف تمثيله في البينالي، نال إعجاب الفنانين المشاركين والزوار من مختلف الجنسيات، لأنه "يتميز بجرأة كبيرة في التجريد وحرية في التعبير، وابتعاده عن الفولكلور، مما جعله أكثر انخراطا في أسئلة العالمية". وأضاف أن التجربة المغربية، التي تجاوزت خمسين سنة، تثير الانتباه أيضا لكونها تحررت من القيود الأكاديمية والمدرسية، وأن العمل الذي شارك به في البينالي نال الإعجاب لأنه "يمثل أسلوبا جديدا ويطرح أسئلة عميقة على مستوى الألوان، مع حفاظه على روابط قوية بالجذور". وتتميز تجربة محمد المنصوري الإدريسي، الذي يصنفه بعض النقاد ضمن تيار الانطباعية الجديدة، بأنها استفادت من الموروث الجمالي للانطباعية لدى روادها الكبار، عبر لعبة الضوء والتوظيف الأخاذ للألوان، إلا أنها تمتح من المنجز التجريدي من خلال الانفلات من إكراه التشخيص والتمثيل، مع التركيز على تنوع الألوان وشفافيتها. وتعد هذه المرة الثانية التي يمثل فيها المنصوري الإدريسي المغرب في بينالي بكين الذي يعد من أكبر التظاهرات التشكيلية العالمية، بعد مشاركته المتميزة عام 2012. كما شارك في الدورة الثانية لورشة أشهر الفنانين العرب، التي استضافتها العاصمة بكين ومدينة يينشوان، حاضرة منطقة نينغشيا في يوليوز 2011. وقد شارك الفنان المغربي، الذي يرأس الجمعية المغربية للفكر التشكيلي، في البينالي إلى جانب 3000 مشارك، عرضوا حوالي 600 عمل فني. وأشرفت على انتقاء الأعمال المشاركة في بينالي بكين، الذي أقيمت فعالياته بالمتحف الوطني الصيني للفنون، لجنة تحكيم دولية مكونة من فنانين عالميين ومحافظين ونقاد من الصين ومن باقي دول العالم. وقد تميزت اللجنة هذه السنة بالصرامة في اختيار الأعمال. يذكر أن الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي (من مواليد 1962 بالرباط) نائب رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، وسفير الأكاديمية العالمية للفنون بالمغرب. ويتميز بينالي بكين بكونه ورشا لاكتشاف الأفكار الجديدة في التعبير الفني، ولذلك يستقطب المئات من النقاد والعارضين والإعلاميين لتقييم الأعمال المشاركة وتصنيف التجارب الأكثر جرأة وتفردا.