سيحضر المغرب في الدورة السادسة للبينالي الدولي للعاصمة الصينيةبكين، التي تنظم في الفترة من 24 الى 27 شتنبر الجاري، مُمَثلا بلوحات الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي، وهي المرة الثانية التي يمثل فيها المنصوري الادريسي المغرب في بينالي بكين الذي يعد أكبر التظاهرات التشكيلية العالمية، بعد مشاركته المتميزة عام 2012. وسيدخل الفنان المغربي الذي يرأس الجمعية المغربية للفكر التشكيلي دائرة المنافسة على ثلاث جوائز عالمية يعلن عنها في ختام البينالي الذي سيعرف عرض 600 عمل فني بمشاركة أكثر من 80 دولة و 3000 مشارك منهم فنانون تشكيليون، ومحاضرون ونقاد وعارضون دوليون. وتشرف على البينالي الدولي لبكين لجنة تحكيم دولية مكونة من فنانين عالميين ومحافظين ونقاد من الصين ومن باقي دول العالم. و أعرب الفنان التشكيلي أن مشاركته في البينالي تتجاوز البعد الفردي لتلقي عليه مسؤولية تمثيل المغرب ككل، وتراثه ومنجزه التشكيلي الابداعي بوجه خاص. وأعرب عن اعتزازه بالمشاركة الثانية في التظاهرة التي يتم خلالها عرض الأعمال الفنية في المتحف الوطني الصيني، أحد أكبر المتاحف في العالم. ويرى المنصوري أن الأمر يتعلق بفرصة ثمينة تتيح إدراج اسمه الى جانب فنانين ذوي صيت دولي، يعرضون لوحات قد تبلغ قيمة الواحدة منها في سوق العرض مليار سنتيم. و أوضح أن خصوصية البينالي بحثه عن الأفكار الجديدة في التعبير التشكيلي، ولذلك يستقطب المئات من النقاد والعارضين والاعلاميين لتقييم الأعمال المشاركة وتصنيف التجارب الأكثر جرأة وتفردا. وعن صدى المشاركة المغربية السابقة في التظاهرة، سجل المنصوري أن التشكيل المغربي، مقارنة مع التجارب الفنية إقليميا وعربيا، يحظى بصيت جيد لدى النقاد والمهتمين على الصعيد الدولي، الذين يلاحظون أن الفنانين المغاربة أكثر تشبعا بروح المبادرة والتجديد في الأشكال والأفكار، وأكثر قدرة على التحرر من الرقابة الذاتية والخروج من معطف التراث والفولكلور، وبالتالي أكثر انخراطا في أسئلة العالمية. يُذكر أن تجربة محمد المنصوري الإدريسي تصنف من قبل النقاد ضمن الانطباعية الجديدة وتراود آفاق صوفية تنفتح على لعبة الأشكال والألوان. ففي مشروع المنصوري الصباغي يجاوز الحلم الخيال. وقد اكتشف المنصوري، في حواريته مع الصوفية؛ ابن عربي، وفرنسوا داسيز، وجلال الدين الرومي، وهي موضوع أعماله الجديدة، أن «الحلم يشكل قوة الفنان اللاواعية، فهو آلة خلاقة للأشكال، بل شرط لكل إبداع تشكيلي، بكل معاني الوجود». وباعتبارها واحدة من التجارب الفنية، التي تماهت بالتصوف ومع المتصوفة، فإن قوام الأعمال الجديدة للمنصوري هو المشاركة والحوار وتبادل التجارب مع الغير، حيث الأشكال تحكي وتروي وتعزف وتغني. قوام الفن بالنسبة إليه، هو قوام التفاهم والتعايش بين البشر وبوازع الانتماء لهذه الأرض. يذكر أن الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي (من مواليد 1962 بالرباط) نائب رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، وسفير الأكاديمية العالمية للفنون بالمغرب.