في جو شاعري خيم عليه طيف الشعراء الوافدين من المغرب وبلدان عربية أخرى، ألقيت كلمات وأشعار سلطت الضوء على أهمية التتويج بالنسبة للشعر والشعراء في زمن قل فيه الاعتناء بهذا النوع من الأدب، تكريما للشاعرين الشابين الفائزين سكينة وعبد الله، وتمجيدا للشاعر الكوردي العراقي الراحل، بلند الحيدري، الذي أبى منظمو منتدى أصيلة إلا أن يجعلوه رمزا للشعر، إسوة بما قام به المنتدى الثقافي العربي الإفريقي اللاتنو أمريكي، الذي اعتبر بلند الحيدري إحدى القامات الشامخة في الحركة الشعرية المعاصرة. تتويج الشاعرين الشابين سكينة وعبد الله جاء، حسب بيان لجنة التحكيم، جاء بناء على "الرؤية الجمالية، التي تميز علاقة الشاعرين بمغامرة الكتابة". واستندت لجنة التحكيم حسب بيانها بالنسبة لسكينة على "الإبداع الشعري في كتابات الذات – العالم، بأسلوب يزاوج بين شعرية النص المنفتح والقصيدة النثرية"، أما بالنسبة لعبد الله، فارتكزت لجنة التحكيم "على الجمالية الغنائية المتطورة في أشعاره، المتسمة بالسلاسة وحسن التعبير". وقال المهدي أخريف، رئيس لجنة التحكيم، معلقا على تتويج الشاعرين إنهما معا من مواليد سنة 1889، ويمثلان تجربتين قويتين ومتفردتين". وأضاف الخريف أن منح الجائزة إلى الشابين باسم الشاعر العراقي بلند الحيدري هو وفاء من مؤسسة منتدى أصيلة للتراث الهائل، الذي خلفه بلند الحيدري رغم تقصير الجهات المعنية في إعطائه ما يستحق، وأيضا كعربون على العلاقات التي كانت تربطه بمنتدى أصيلة، إذ كان من الأعلام الأوفياء له بالحضور والمشاركة المثمرة. وحسب المهدي أخريف، يعتبر شعر بلند الحيدري نتاجا للعلاقة التي تربط عنده الفكرة باللغة جاعلا من الفكرة عضوا حيا في القصيدة الشعرية، كما أنه كان يستنطق الفنون الأخرى، من مسرح ورسم ويحاورها بدقة بالغة صانعا قصيدته التي تعتبر جسدا حيا ينمو باستمرار. وأنصت الحضور لقصيدة الحيدري "تحية لعابر" مسجلة بصوته، وقرأت سكينة قصائدها الثلاث "نظرية التطور"، وأصعب من منحدر" و"كاتبات جبانة"، كما تلا عبد الله من قصائده "هنا في أصيلة"، و"الحديقة"، و"فلامينكو"، و"اللوحة الطيف"، و"المرأة والبحر والشمس". في ختام حفل التتويج زار الحضور الحديقة التي تحمل اسم الشاعر بلند الحيدري، ويتوسطها نصب تذكاري يحمل أبيات شعر من إحدى قصائده. للإشارة، تشكلت لجنة التحكيم من الشاعر المهدي أخريف رئيسا، وستة أعضاء، هم الشاعرة زليخة أبو ريشة من الأردن، ومحمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، وعلي عبد الله خليفة من البحرين، والشاعرة المغربية المقيمة في الإمارات، وفاء العمراني، والشاعر محمود قرني من مصر، وعبد الله واد باه، من موريتانيا.