تم، أمس الأربعاء بمدينة أصيلة، تسليم جائزة بلند الحيدري الخامسة للشعراء العرب الشباب، التي تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة، للشاعرة سكينة حبيب الله من المغرب والشاعر عبد الله أبو بكر من الأردن. وجاء في بيان لجنة التحكيم خلال حفل تسليم الجائزة، الذي نظم في إطار الدورة 37 لموسم أصيلة الثقافي الدولي (24 يوليوز- 9 غشت)، أن الشاعرين يحملان "رؤية جمالية تحتفي بالتجربة في علاقتها بمغامرة الكتابة". وأضاف البيان أن نصوص سكينة حبيب الله "تميزت بإبداع شعري في كتابة الذات-العالم، يزاوج بين شعرية النص المنفتح وقصيدة النثر"، فيما تحتوي نصوص عبد الله أبو بكر على "جمالية غنائية متطورة تستخدم الإطارين التفعيلي والحر باقتدار وسلاسة". وفي كلمة بالمناسبة، قال الشاعر مهدي أخريف، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، إن الشاعرين الفائزين (من مواليد 1989 معا) يمثلان "تجربتين قويتين ومتفردتين". وأشار أخريف إلى أن منح هذه الجائزة يعد وفاء من المؤسسة للشاعر العراقي الراحل، صديق موسم أصيلة الثقافي الدولي على مدى سنوات، الذي يأتي في طليعة الشعراء العرب الرواد، وإن كان النقد العربي قد قصر في تناول أعماله. ورأى أن الميزة الكبرى للمنجز الشعري للحيدري، أنه يمثل تأصيلا للممارسة الشعرية، ولنمط من القصيدة الخاصة به، إذ يعطي الأولوية للفكرة، ولعضوية العمل الشعري، ويستثمر بدقة الحوار مع الأشكال الفنية الأخرى كالمسرح مثلا، ويعتبر "القصيدة النامية" جسدا حيا ينمو مع اقتصاد في اللغة. وقبل القيام بزيارة جماعية للحديقة التي تحمل اسم بلند الحيدري وتضم نصبا يحمل أبياتا له، أنصت الحضور لقصيدة "تحية لعابر" للشاعر الراحل مسجلة بصوته، ولقراءات شعرية لسكينة حبيب الله (نظرية التطور، أصعب من منحدر، كتابة جبانة) ولعبد الله أبو بكر (هنا في أصيلة، قصائد قصيرة جدا، والحديقة، وفلامنكو، وأربع لوحات "اللوحة الطيف" و"اللوحة المرأة" و"اللوحة البحر" و"اللوحة الشمس"). وتشكلت لجنة تحكيم جائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب، في دورتها الخامسة، علاوة على أخريف (رئيسا)، من أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى، والباحث والأديب الموريتاني عبد الله ولد باه، والشاعرة وفاء العمراني، والشاعر محمد قرني، وكذا من الشاعرة الأردنية زليخة أبو ريشة، والشاعر البحراني علي عبد الله خليفة (أعضاء).