آلت جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب في دورتها الخامسة مناصفة إلى كل من الشاعرة المغربية سكينة حبيب الله والشاعر الأردني عبد الله أبو بكر، حيث تسلما مساء الأربعاء درعي هذه الجائزة التي تبلغ قيمتها المالية عشرة آلاف دولار أمريكي، من طرف محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة. وترأس لجنة التحكيم الشاعر والمترجم المغربي المهدي أخريف، الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن الشاعر العراقي الكبير بوصفه اسما غير عادي في ديوان الشعر العربي، بل واحد من طليعة الرواد المجديين في القصيدة العربية الحديثة إلى جانب كل من مواطنيه بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي القريبين منه سنا. وقال أخريف إن بلند الحيدري، الذي كانت تربطه علاقة صداقة ببن عيسى، دأب على حضور منتدى أصيلة منذ بداية الثمانينيات، حيث كان يحضر كل سنة ويربط تواصلا مع الناس العاديين للمدينة بحكم تواضعه وبساطته ودفئه الإنساني. وأوضح أنه رغم عدم إنصافه في مجال النقد فإنه يمثل تأصيلا لممارسة شعرية ولنمط من القصيدة خاص به يتميز بحيوية البناء وعضوية العمل الشعري والاحتفاء بالفكر بالإضافة إلى فتح القصيدة على تأثيرات المعمار والمسرح والتشكيل، هو الذي نحت ما يسمى بالقصيدة المتنامية. وضمت لجنة التحكيم، التي سهرت على التنسيق بين أعضائها الشاعرة إكرام عبدي، كلا من محمد بن عيسى والشاعرة المغربية وفاء العمراني والشاعر المصري محمود فرني والكاتب الموريتاني عبد الله ولد باه، والأديبة العمانية زليخة أبو ريشة التي تعذر عليها الحضور، كما تعذر على الشاعر البحريني علي عبد الله خليفة. وقد تميز حفل تسليم الجائزة بقراءات شعرية للفائزين أنشدت فيها سكينة حبيب الله (مواليد 1989 بالدار البيضاء) صاحبة دواوين "ربع قرن من النظر" و"لا لزوم لك"، قصائد بعنوان "نظرية التطور" و"كتابات جبانة"، وعبد الله أبو بكر (مواليد 1984 بالأردن) صاحب "سلسبيلات" و"ليل معتق" و"ولكننا واحدان"، قصائد بعنوان "آلهة رهيفة" و"قلادة" و"كل الرجال" و"أربع لوحات" و"فلامينكو".
جدير بالذكر أن الحفل انتهى بزيارة جماعية لحديقة بلند الحيدري قرب القصبة حيث يقوم نصب عليه قصيدة للراحل بأربع لغات.