تعد هذه الدورة التي ستنطلق فعالياتها غدا السبت فاتح غشت، عشاق العيطة الجبلية ببرنامج يحمل التنوع والمتعة، إذ ستشهد عروضا موسيقية وغنائية تشارك فيها نخبة من أجود الفرق المحافظة على فن العيطة الجبلية بشمال المملكة (طنجة، تطوان، شفشاون، تاونات ). كما سيكون الجمهور على موعد مع نماذج من الموسيقى والغناء والرقص تحييها كل من وفرقة الدبكة من لبنان ومجموعات شعبية أخرى تمثل مناطق مختلفة من المملكة. وللفن التشكيلي حضور في هذه التظاهرة، من خلال معرض تشكيلي للفنانة فاطمة البزاز، وهي مغربية مقيمة بباريس. واختارت لمعرضها تيمات مرتبطة بإقليمتاونات وخصوصياته ومؤهلاته. ولتقريب الجمهور من فن العيطة الجبلية، ستنظم خلال هذا العرس الفني الذي ستستمر فعالياته إلى غاية 3 غشت المقبل، ندوة علمية تحت عنوان "العيطة الجبلية، التاريخ والواقع والأفاق"، كما تتضمن الدورة كذلك أنشطة مواكبة أخرى من اقتراح فعاليات المجتمع المدني بإقليمتاونات. من جهته، صرح حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمةتاونات، ل "المغربية"، أن تنظيم هذا المهرجان سيشكل دعامة أخرى من أجل رد الاعتبار لفن العيطة الجبلية، باعتباره تراثا فنيا وطنيا غنيا، كما ستساعد هذه التظاهرة على استمرارية هذا الصنف من الفنون، بما يحفظ خصوصياته كتراث أصيل. وأضاف حسن هرنان أن المهرجان هو مناسبة ملائمة لتسليط الضوء على فن العيطة والاعتناء عبره بالمواهب والطاقات الشابة في مجال هذا الفن الجبلي، ثم تشجعيها على العطاء والإبداع، إلى جانب البحث في جذور فن العيطة وما يرتبط به من عادات وتقاليد، ثم جعل المهرجان ملتقى سنويا لنخبة من أعلام العيطة الجبلية. ويعد هذا المهرجان من أحدث التظاهرات التي أسستها وزارة الثقافة في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى صيانة التراث اللامادي وضمان استمراريته عبر الأجيال ودعم الممارسين والشيوخ ومواكبتهم. وعلى غرار الدورات السابقة تنظم الدورة الحالية، بشراكة وتعاون مع عمالة إقليمتاونات، والمجلس الإقليميلتاونات، والجماعة الحضرية لمدينة تاونات، وفعاليات المجتمع المدني. كما يهتم المهرجان بتثمين فن العيطة الجبلية كنمط غنائي وموسيقي شعبي يميز مناطق جبالة. كما يسعى المهرجان إلى عدة مرامي اقتصادية وسوسيو- ثقافية متكاملة أبرزها صيانة التراث الجبلي وتثمينه كمكون ضمن منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية المندمجة، وإنعاش الذاكرة الفنية والثقافية بما يقوى الارتباط بالجهة وعبره الانتماء للوطن، وكذا الاهتمام بمكونات التراث الجبلي بحثا وتوثيقا، إلى جانب تنشيط الساحة الثقافية الجهوية والوطنية ووصل الجمهور بتراثه الثقافي والفني، ويهدف المهرجان أيضا إلى رعاية المواهب والطاقات الشابة في مجال الفنون الجبلية.