الحدث التاريخي "المشهود" جرى في ظرف زمني لا يتعدى ثلاث ساعات، ضمن معه الرئيس محمد بودريقة (32 سنة) تربعه على "عرش" الرجاء في ولاية ثانية إلى غاية 2019، كما منحت له صلاحية تشكيل المكتب المسير الجديد. لم يتلق بودريقة أي اعتراض من "برلمانيي" فريق الرجاء، كما يحب البعض أن يصف المنخرطين، الذين صادقوا بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، مع تسجيل اعتراض شخص واحد يدعى نشاط، خاصة أن "البرلمانيين" النشطين، المعروفين بقوة اقتراحاتهم وانتقاداتهم الموضوعية، رفضوا تجديد انخراطهم، ما دام الرئيس بودريقة على رأس الرجاء. واعترف رئيس الرجاء بأن الفريق عاش موسما كارثيا، ووصف النتائج التي حصل عليها النادي الأخضر خلال الموسم الماضي بالمخيبة للآمال، بعدما خرج من الدور الثاني من دوري أبطال إفريقيا، وأقصي من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، وودع منافسات كأس العرش مبكرا، واحتل المركز الثامن في منافسات البطولة الاحترافية. وما أثار الانتباه في أشغال الجمع العام للرجاء، الحراسة الأمنية المشددة، التي طوقت الباب الثاني للفندق الذي احتضن الجمع، حيث وضعت حواجز وبساط أحمر، وشبه أحد الزملاء الصحافيين الحدث بمهرجان "كان" السينمائي. يفاجأ المرء، وهو يلج الفندق، باصطفاف رجال الأمن الخاص بزي موحد، وبملامح صارمة، ويشعر كلما اقترب من قاعة الجمع العام وكأنه سيحضر حفلا من نوع خاص، سيما أنه في كل زاويا الممرات يكون مطالبا بكشف هويته. أكثر من ذلك، حين تلج القاعة تجد مجموعة من رجال الشرطة بزي مدني، اعتادت جماهير الدارالبيضاء مشاهدتهم في مركب محمد الخامس بشارة "الأمن الوطني"، يسهرون على تنظيم مباريات الرجاء والوداد معا. لكن ما يطمئن الحاضرين، ويذكرهم بأنهم في شهر رمضان المبارك وفي جو تسوده الألفة والمحبة، ارتداء بعض المنخرطين وأفراد المكتب المسير للرجاء، وفي مقدمتهم الرئيس بودريقة، اللباس التقليدي المغربي، من جلباب وبلغة، وسروال "قندريسي".