اعتبر منظمو المهرجان، المنظم من قبل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بأن الفنانة أصرت في مسارها على رهان آخر وهو محبة الوطن، فبادرت إلى إطلاق مشروع وطني لاسترجاع كل المغاربة بتندوف. وقال المخرج والمسرحي عبد المجيد فنيش، لحظة الاحتفاء بهذه الفنانة بالمركب الثقافي الحرية، أن نعيمة فنانة كبيرة، كبُر باسمها كبار المسرحيين المغاربة أمثال الصديقي، ومحمد حسن الجندي، لتكون المشرقي واحدة من القليلات من بنات جيلها اللواتي استطعن أن يوفقوا بين المعادلة الصعبة بإتقان التمثيل المسرحي من جهة، والوعي المعرفي والجمالي من جهة أخرى، ليصفها المخرج المسرحي حسن علوي مراني بالأم الروحية للفنانين، وهي المنفردة في جيلها يحبها الجمهور والفنانون على حد سواء. ولم يَطُل صمتها كثيرا، لتطأ قدمها خشبة المسرح، وفي لحظة بوح جميلة تقول نعيمة المشرقي بأنها تجمعها مع هذه المدينة علاقة متينة جدا، تعود لسنوات خلت، كانت تقدم فيها أعمالا مسرحية بسينما أومبير سابقا، لتضيف بأن هذا هو الاحتفاء 105 في مسيرتها بداخل وخارج المغرب، واحتفاء مدينة فاس ومهرجان فاس للمسرح الجامعي على وجه الخصوص يقوي ويدعم اختيارها لهذا المسار الفني، الذي تقول كان مبنيا على محبة الناس والفنانين واحترامها للجمهور، لتدعو الشباب والجيل الصاعد إلى الاشتغال على مصالحة الناس مع المسرح. وأعربت الفنانة نعيمة المشرقي عن اعتزازها بهذا التكريم، داعية الفنانين الشباب إلى مواصلة السير في طريقهم، وإيلاء أهمية أكبر للأنشطة المسرحية. ويسعى المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بفاس، الذي تنظمه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، إلى مشاطرة التجارب والخبرات المسرحية، وتبادل الأفكار بين الفنانين والممثلين ومناقشة القضايا المتعلقة بالإبداع المسرحي. ويعرف المهرجان، الذي أضحى موعدا ثقافيا لا غنى عنه، ومنبرا للنهوض بالإبداع والتربية على المواطنة، مشاركة فرق مسرحية تمثل الصين وبلغاريا وصربيا، وإيطاليا، وألمانيا، والكامرون، وسلطنة عمان، وكذا المغرب. وحاز المهرجان العديد من الجوائز، من ضمنها الجائزة الكبرى للشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس مسرح عجمان بالإمارات العربية المتحدة. ويتضمن برنامج المهرجان ورشات تكوينية حول الإخراج والسينوغرافيا، والتعبير الجسدي ينشطها جامعيون ومسرحيون وتوقيع منشورات ولقاءات مناقشة. وتتشكل لجنة التحكيم، التي يترأسها عز الدين بونيت، أيضا مجيدة بنكيران، وسعيد آيت باجا، وفهد الكغاط، وجواد السوناني. يذكر بأن الدورة السابقة للمهرجان، شهدت مشاركة عشرة فرق مسرحية من المملكة العربية السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، والكوت ديفوار، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والسودان، وفلسطين وقطر، فضلا عن المغرب. وللإشارة، واصل مهرجان فاس للمسرح الجامعي، الذي يحظى خلال هذه الدورة برعاية خاصة من صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للاتحاد، والذي احتفى خلال حفل افتتاحه، في السابع من ماي الجاري، بالفنان الإماراتي مَرعي الحليان، أنشطته خلال اليوم الثاني بتوقيع كتابين الأول بعنوان "مغامرة التأصيل في مسرح الطيب الصديقي" للدكتور رشيد بناني، صدر مطلع 2015، والمؤلف الآخر لنجل المسرحي الراحل محمد الكغاط، الحاصل على دكتواره في الفيزياء، وأخرى في الأدب بعنوان "تدوين الفرجة المسرحية"، صدر سنة 2013. ولم يخل ركح خشبة الحرية من العروض المسرحية المشوقة والحاملة لثقافات عالمية أولها كان عرض "إبليس" لجامعة بلغراد من صربيا، فيما العرض الآخر قدم من أقصى القارة الآسوية، وبالضبط من جمهورية الصين الشعبية حمل اسم "سير وسط المدينة الفاضلة" عن أكاديمية شنغهاي للمسرح.