قال والد المتوفية في تصريح ل"المغربية" إنه قرر تشييع الجنازة انطلاقا من مركز الطب الشرعي الرحمة في اتجاه مقبرة الرحمة مباشرة، دون العودة إلى وسط المدينة، حيث كانت تعيش مع أسرتها، ودون إخبار زميلاتها في المؤسسة التعليمية وصديقاتها، وعدد من أفراد عائلتها. ويتوخى والد المتوفية من هذا القرار تلافي كل ما من شأنه التأثير على تشييع الجثمان في صمت، وتفادي المشاكل الممكن وقوعها خلال تنقل تلاميذ المؤسسة التعليمية من وسط المدينة إلى ضاحيتها، خاصة أن تحديد موعد الدفن تزامن مع وقت الذروة في حركة السير وسط المدينة. من جانبها، أبدت أم الطفلة سكينة، التي فارقت الحياة وهي ترافق أختها التوأم إلى المستشفى، تخوفها من أن تعرف حسناء بوفاة شقيقتها، خاصة أن موعد مغادرتها المستشفى الذي حددته إدارة المركز الصحي الجامعي ابن رشد تزامن مع موعد الدفن. وقالت أم سكينة، خلال زيارة "المغربية" للمستشفى الجامعي ابن رشد، إنها كانت تنتظر أن تتلقى ترخيصا يسمح لها بدفن جثة الضحية قبل مغادرة حسناء، التوأم الثانية، للمستشفى، حتى لا تكتشف وفاة أختها. وأضافت أم سكينة، في تصريح ل"المغربية"، إن فارق سكينة لحسناء سيكون له تأثير على حياتها، لأن الإحساس الذي يربطهما كان قويا، كما أن العلاقة بينهما منذ صغرهما كانت فريدة من نوعها. وأكدت أن سكينة وحسناء كانتا لا تتفارقان، وكانتا دائما جنبا إلى جنب خلال جلوسهما داخل البيت، ولا يمكن لإحداهما الخروج وحدها دون أن يكون طرفها الثاني إلى جانبها، حتى إنهما تتميزان بتوفرهما على مستوى دراسي متقارب ومتشابه، ونقطهما كانت متقاربة، ولا تميز بينهما أحيانا سوى الفواصل، ولم يكن الفارق بينهما سوى مستوى الأحاسيس، إذ أن الضحية، سكينة، كانت رقيقة الإحساس جدا وحنونة، خلافا لحسناء، التي كانت تبدو قوية وصبورة جدا. وتوقعت الأم المكلومة، التي لم تتوصل بعد بنتائج التحاليل، ولم تعرف بعد أسباب الوفاة، أن يكون لخوف سكينة على حسناء دور في وفاتها، وقالت إنه كان لزاما على أحد المسؤولين مرافقة التلميذة التي تعرضت لوعكة صحية داخل المؤسسة، عوض أختها، التي كانت شديدة الارتباط بها. وذكرت الأم، نقلا عن روايات زميلات ابنتها في الدراسة، أن الضحية كانت تطلب إنقاذ أختها وهي ترتجف، وأنها، خلال رحلتها إلى جانبها، قالت إنها شعرت بألم في رأسها، غير أن الأم لم تتذكر، لقوة صدمتها، باقي الروايات التي تداولت ظروف الوفاة ومكانها، إذ أن الأخبار تتضارب بين الوفاة داخل سيارة الإسعاف والوصول إلى مستشفى مولاي يوسف. وبخصوص نتائج تحاليل عينات من جثة الضحية، أكدت مصادر مطلعة أن القضاء سيكون أول من يطلع عليها، وسيمكن بعدها إخبار والديها، موضحة أن نتائج التحاليل لا ترتبط بموعد الدفن، وأنه بإمكان والديها استخراج جثة الضحية من قسم الطب الشرعى الرحمة. ومن وراء النوافذ الزجاجية لغرفة الإنعاش، بدت حسناء، خلال زيارة "المغربية" في حالة وعي وهي تشير بيدها لوالدتها، التي كانت تراقب عن كثب تحركاتها، وكانت حسناء تستجيب للإشارات الموجهة من طرف عدد من أفراد أسرتها، وترد عليها بابتسامة عريضة، وهي لا تدري بعد أنها فقدت طرفها الثاني، الذي عاش معها حياتها منذ 16 سنة.