أبرز كريستيان كينت، أن السينما المغربية تتميز بتعدد زوايا المعالجة لديها وبمخرجين أكفاء ينتجون أعمالا تتسم بالاحترافية من أمثال نور الدين لخماري (مغربي / نرويجي) ونبيل عيوش. وبعدما أشار إلى متابعته الكبيرة للأعمال السينمائية المغربية، أبرز كينت أن المغرب يعد البلد العربي الأكثر إنتاجا للأفلام السينمائية سنويا. واعتبر أن المتابعة المكثفة للسينما الوطنية جعلت إدارة المهرجان تختار أفلاما صورت في المغرب أو أنتجت بتعاون مع مغاربة لتعرض ضمن أيام الفيلم العربي بأوسلو. وجوابا عن سؤال حول سبب اختيار هذه الأفلام ومنها "نداء الدارالبيضاء" و"الأطلنطي"، قال كريستيان كينت إن شريط "الأطلنطي" يركز على الهجرة ويمنح الجمهور فرجة حقيقية حول قصة تتعلق بظاهرة كبيرة ومؤثرة في المجتمع المغربي. كما أشار مدير أيام الفيلم العربي بأوسلو إلى أن الفيلم الوثائقي "نداء الدارالبيضاء" يبرز بشكل جلي وواضح الدور الذي تضطلع به المرشدات الدينيات في توعية النساء وإعطائهن النصائح التي تساهم في حل العديد من المشاكل التي تعترضهن في حياتهن. واعتبر أن هذا الفيلم يتسم بالجودة من الناحية الفنية، ويوضح كيف يمكن أن يكون للدين الإسلامي دور إيجابي في المجتمع. وأبرز أن الأفلام على العموم تلعب دورا أساسيا في إعطاء صورة عن المجتمع رغم بعد المسافة، موضحا أنه حينما تتم مشاهدة عمل فني مغربي فإن الفرصة تكون محفزة لزيارة المغرب والاطلاع على واقعه الذي لا يختلف عما يعرفه المجتمع النرويجي من مشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية. ويرى كريستيان أن لكلا البلدين المغرب والنرويج مشاكلهما الخاصة ومشاهدة الأفلام بأنواعها الوثائقية والدرامية يساعد على التعرف على المجتمع المغربي البعيد جغرافيا عن النرويج. كما أن الإنتاج السينمائي، يقول مدير أيام الفيلم العربي بأوسلو، يصحح الصورة المغلوطة التي تروج حول المجتمعات العربية في وسائل الإعلام الغربية. من جهة أخرى، أشار كريستيان إلى أنه لا تعرض أفلام عربية كثيرة في النرويج، وأنه في السنوات الأخيرة توالى الاهتمام والإقبال على هذا النوع من السينما القادمة من المنطقة، ما يدل على أن الجمهور النرويجي يرغب في مشاهدتها وهو ما يتم القيام به بمناسبة هذه الأيام المنظمة سنويا. وعن أهداف دورة 2015 لأيام الفيلم العربي بأوسلو، الذي تنظمه جمعية "أفلام من الجنوب"، أبرز كريستيان أن منظميها يرغبون في مساعدة النرويجيين على التعرف على المجتمعات العربية دون وجود مسافة فاصلة ومنحهم الفرصة لتلقي معرفة حقيقية بالبلدان العربية وتقديم صور غير مألوفة بالنسبة إليهم خلافا لما هو معتاد. وأكد أن موضوع الدورة الأخيرة ركز بشكل خاص على أفلام تتطرق للقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعرض إنتاجات تعطي صورا مختلفة عن الاحتلال وعن الكيفية التي يمكن من خلالها مكافحته. كما أشار إلى تطرق هذه الدورة لموضوع الهجرة، لأنه يشكل أحد الانشغالات في العالم العربي، خاصة منطقة شمال إفريقيا، وكذا سورية باعتبارها مؤثرة في بلدان العالم العربي. وكانت أيام الفيلم العربي، التي نظمت أخيرا في أوسلو، قد تضمنت عرض نحو 21 فيلما سينمائيا تنتمي إلى عدة دول عربية منها، على الخصوص، الأردن والجزائر واليمن وفلسطين والعراق ومصر وسورية، بالإضافة إلى المغرب. وتهتم هذه الأشرطة، التي قدمت في إطار فعاليات دورة 2015، بالمجالات المتعلقة بالمغامرات والدراما والأفلام الوثائقية. وتتطرق معظم الأفلام التي تعرض، حسب المنظمين، إلى القضايا العربية الراهنة والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية في العديد من المجالات.