كيزياه دجونز هو مؤسس أسلوب "بلوفانك"، الذي يمزج بين موسيقى "البانك"، و"الفانك"، وإيقاعات إفريقية، حيث يمتاز بأسلوب وأداء ساحر، وهذا ما يعكسه ألبومه الأخير بعنوان "كابتن راغد". وتأثرت موسيقى دجونز كثيرا بالفنان فيلا كوتي، حيث تمزج بين أسلوب إفريقي وأوروبي يسعى إلى منح صورة إيجابية عن القارة الإفريقية. وبالاعتماد على شخصية "كابتن راغد"، أطلق الفنان ألبوما رائعا يمزج بين ما هو شخصي وسياسي يتحدث فيه عن نيجيريا وأوضاعها بأسلوب "بلوفانك". وقبل أن يستمتع جمهور الدارالبيضاء، بحفل الاختتام، كان قد رقص في أول أيام المهرجان على إيقاعات عازف القيثار، الأمريكي روول ميدون، في حفل حقق نسبة حضور قوية، للمولعين بهذا اللون الموسيقي. وخلال هذه الأمسية الموسيقية، قدم الفنان الأمريكي أشهر أعماله ومنها "سونشين"، و"دونت إيزيتايت"، و"أميغو كوبانو"، لاقت إعجاب الجمهور الحاضر بفضل أسلوبها الموسيقي المتفرد، الذي ينهل من عدة روافد ثقافية موسيقية كالجاز والفولك، والبلوز، والموسيقى اللاتينية. وروول ميدون، المزداد عام 1964، مغني ومؤلف موسيقي وعازف على الغيتار يتحدر من نيو مكسيك، ويقيم بنيويورك. تلقى تكوينه بجامعة ميامي، واستطاع أن يزاوج بين موهبته الموسيقية وتكوينه الأكاديمي، الذي بدأه من مدرسة خاصة بالمكفوفين، قبل أن يلتحق بأكاديمية (سانتا في). ولم تقل سعادة روول عند صعوده إلى الخشبة عن سعادة جمهوره، هذه الفرحة التي عبر عنها، في ندوة صحفية، سبقت حفله بساعات، حيث أكد اعتزازه بالمشاركة في فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الجاز بالدارالبيضاء، وزيارته المغرب لأول مرة. عبر روول ميدون أيضا، عن عشقه للمغرب، واستعداده لزيارة كل منطقة منه على حدة، وبالتحديد مدينة الصويرة، لحضور مهرجان كناوة، الذي يعده من أهم المهرجانات في المغرب والعالم. وعن علاقته بآلة الغيتار، أبرز أنها علاقة حميمية جدا، مؤكدا أنه يحرص على الدوام على الاحتفاظ به قريبا منه، وأن آلة من الحجم الكبير كالبيانو، مثلا، لا يمكن حملها والتنقل بها، في حين أن الغيتار يبقى "آلة يمكنك اصطحابها معك أينما ذهبت". ويقترح المنظمون على جمهور هذا الفن وعشاقه لحظات موسيقية متنوعة لمبدعين بصموا سماء الفن العالمي، مع تخصيص حيز للفنانين الشباب الذين سطع نجمهم أخيرا، ضمن فضاء للتلاقح بين جيلين موسيقيين لكل منه ميزاته الفنية الخاصة. كما يعتزم المهرجان تنظيم ماستر كلاس يستفيد منه الشباب الموسيقي، وبالخصوص هواة آلة العود، يشرف عليه وينشطه الملحن والموسيقي التونسي أنور براهيم الذي يعتبر من بين أهم الشخصيات الموسيقية المؤثرة في الساحة الموسيقية العربية بفضل إبداعه الراقي. الجدير بالذكر أن دورة هذه السنة تعرف مشاركة فنانين من أزيد من 15 بلدا عبر العالم، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا والبرازيل وكوبا، والسويد، وإسبانيا، والمملكة المتحدة وتونس، والجزائر، وألمانيا، والمغرب. واعتبر المنظمون أن إقامة هذا التظاهرة في العاصمة الاقتصادية، يؤكد الحاجة المستمرة لسكان هذه المدينة للاستمتاع بجديد الموسيقى العالمية، إسوة بباقي المدن العالمية، معربين عن تطلعاتهم لتنظيم مهرجانات إفريقية مماثلة في المستقبل.