حاول المشاركون في هذه الدورة ترجمة تصاميمهم وأزيائهم وفقا للتيمة المختارة، وهي الموسيقى، التي نهلوا منها، انطلاقا من إيقاعات الأربعينيات إلى يومنا هذا، ليبدعوا رقصات مبتكرة تناسقت فيها الألوان والأثواب. وحظي الحفل، الذي بات يشكل موعدا سنويا، ينظم من قبل مجلة "نساء المغرب"، بمتابعة مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وحضور أسماء مميزة، تألقت في عالم الموضة والفن والرياضة والأعمال. وأظهرت القصات، التي توالت عارضات الأزياء على تقديمها فوق "بوديوم" التظاهرة، عبقرية المصمم المغربي في ابتكار تصاميم جديدة للقفطان، هذا اللباس التقليدي المغربي، الذي استطاع الوصول إلى العالمية. وصل عدد المشاركين في هذه الدورة إلى 19 مصمما، هم مريم بوسيكوك، وسميرة مهايدي، ومريم بلخياط، وأمينة بصيري، وصفاء إبراهيمي، ونسرين الزاكي البقالي، وقاسم السهل، وسهام الهبطي، وعبد الحنين روح، وخديجة الحجوجي، وسليمة البوسوني، ونادية بوطالب، ومريم وهدي القيسي، ومريم بوافي، ونبيلة شهاب، ونادية شهاب، وراضية الهرموشي، وآمال بلقايد. وشهدت هذه الدورة لتظاهرة قفطان، على غرار سابقاتها، مشاركة أشهر مصممي الأزياء، الذين قدموا آخر إبداعاتهم ومجموعاتهم في مجال جديد القفطان المغربي، بلمسات تتماشى وتيمة دورة هذه السنة. وكما عود منظمو تظاهرة قفطان رواده كل سنة، تخللت حفل عرض الأزياء لوحات فنية، استلهمها مبدعوها من شعار الدورة، وهي لوحات مزجت بين الغناء والرقص، من توقيع الفنانة الكوريغرافية المعروفة مليكة الزايدي، التي رافقت العديد من الفنانين العالميين في بعض محطات مسارهم الفني، مثل بوف دايدي، وكانت لويس، كما عملت مع راقصين محترفين من بلدان عدة، مثل الصين، وألمانيا، ومصر، وإنجلترا، وإيطاليا. في الشق الفني لهذه الدورة، برزت مشاركة نخبة من الفنانين، هم خنساء بطمة، وفرقة فناير، وحميد دوسي، وغازي أمير، وعادل الكغاط، الذين أتحفوا الحضور بمختارات من روائعهم. وكان المنظمون أوضحوا، خلال ندوة صحفية عقدت مساء الجمعة الماضي، أن اختيار الموسيقى كشعار للدورة التاسعة عشر لتظاهرة قفطان جاء لأنها تعد لغة عالمية، بإمكانها العمل على التقارب بين الشعوب. وأوضحوا أن الموضة والموسيقى متجذرتان في هوية الشعوب وثقافتهم عبر التاريخ، مبرزين أن المغرب، بفضل تاريخه وموقعه الجغرافي، بات معروفا بموروثه الموسيقي الغني والمتنوع. وشددوا على أن الاحتفال بالموسيقى في هذه الدورة يعكس مدى انفتاح القفطان المغربي على عوالم الإبداع، كما منح للمصممين المشاركين عرض مهاراتهم، التي يمكن أن تساهم في جعل القفطان المغربي قابلا للتطور، جنبا إلى جنب مع مختلف الإبداعات الأخرى. وأضاف المنظمون أن هذه الدورة تعد مناسبة للالتقاء بين موسيقى العالم وفسح المجال أمام المصممين للإبداع ومزج إبداعاتهم بالموسيقى، لخلق أجواء موسومة بالتناغم والسحر واللحن. أما في الشق الاجتماعي للتظاهرة، فوقع الاختيار، وللسنة الثانية على التوالي، على قرى الأطفال المسعفين "إس او إس فلاج" بأيت ورير، بنواحي مراكش. وكانت الدورة السابقة لتظاهرة قفطان رفعت شعار "القفطان روائع الإمبراطوريات"، إذ استوحى المصممون إبداعاتهم من أكبر الإمبراطوريات في تاريخ الإنسانية، من الرومانية، والبابلية، والمقدونية، والفارسية، إلى العثمانية، والمصرية، والروسية، والصينية.