كانت الدورة الثامنة عشر من تظاهرة قفطان المغرب بمراكش نهاية الأسبوع الماضي، عبارة عن سفر عبر التاريخ، أخذ الحاضرين إلى أكبر الإمبراطوريات، من الرومانية، والبابلية، والمقدونية، والفارسية إلى العثمانية، والمصرية، والروسية، والصينية. وشهد حفل عرض الأزياء، الذي حظي بمتابعة مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، حضورا مميزا لأسماء وازنة في عالم الفن والرياضة والأعمال، بالإضافة إلى العديد من الأسماء البارزة في عالم الموضة، خاصة تلك المتعلقة بالأزياء التقليدية المغربية، الذين جاؤوا من مختلف جهات المملكة، وحتى من خارج الحدود، للتعرف على آخر المبتكرات من التصاميم في عالم موضة القفطان. وأظهرت الأزياء، التي عرضت خلال هذا الحفل، الذي نظم تحت شعار"القفطان روائع الإمبراطوريات"، مدى مهارة المصمم المغربي في ابتكار تصاميم جديدة، وأحيانا جريئة، لكن مع احترام مقاييس الجودة والأناقة، التي ميزت دائما القفطان المغربي عبر العصور، ما مكنه من الوصول إلى العالمية. وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة، رحل 18 مصمما ومصممة بالمشاركين في هذه الدورة إلى عالم سحري امتزج فيه التاريخ والحضارة بالموضة والأناقة. ومن خلال التشكيلات التي عرضت على المنصة من قبل عارضات أزياء محترفات، تمكن المتتبعون من الوقوف على الموروث الثقافي الغني، الذي خلفته الإمبراطوريات الكبرى، والذي ترك تأثيرا ملحوظا على الموروث الثقافي المغربي. وأظهرت القصات المبتكرة أن المشاركين كسبوا الرهان، إذ أبرزوا مواهبهم في تقديم تصاميم جديدة للقفطان، مكنت من إحياء روح الإمبراطوريات الكبرى في تاريخ البشرية. وتخللت حفل عرض الأزياء لوحات فنية، استلهمها مبدعوها من حضارة بعض الإمبراطوريات الكبرى، وهي لوحات مزجت بين الغناء والرقص، التي وقعتها الفنانة الكوريغرافية المعروفة مليكة الزايدي، التي رافقت العديد من الفنانين العالميين في بعض محطات مسارهم الفني، مثل بوف دايدي، وكانت لويس. كما عملت مع راقصين محترفين من بلدان عدة، مثل الصين، وألمانيا، ومصر، وإنجلترا، وإيطاليا. أما في ما يخص الغناء، فألهب كل من أحمد سلطان والدوزي وغاني الحضور، إذ قدم كل منهم أغنية ريتمية من ريبيرطواره، مرفوقة بلوحة كوريغرافية، نالت إعجاب الجمهور. وكان الساهرون على هذه التظاهرة، التي تحتفي بالزي التقليدي المغربي، أوضحوا خلال ندوة صحفية عقدت مساء يوم الجمعة الماضي أنهم يدعون، من خلال شعار الدورة، المصممين المغاربة إلى رفع التحدي وإبراز مواهبهم في ابتكار تصاميم جديدة وراقية، تتماشى مع شعار الدورة، وفي مدة زمنية محدودة. وأوضح المنظمون، أن انتقاء المصممين لا يخضع إلا لمقاييس الجودة والإبداع، مع مراعاة شعار الدورة، بعيدا عن التحيز للمرأة المصممة على حساب زميلها الرجل. وتابع المنظمون أن الدورة الثامنة عشر تعرف مشاركة 18 مصمما، يقدمون 112 لباسا خلال حفل عرض الأزياء، أي بمعدل 7 ألبسة لكل مشارك، ووقع الاختيار هذه السنة على المصمم اللبناني الإفواري، إيلى كوامي، ليكون ضيف شرف الدورة. أما المصممات والمصممون، الذين سيتناوبون على منصة عرض الأزياء، فهم سهام الهبطي، ومريم بلخياط، وأمينة البوصيري، وزينب ليوبي، وماريا الوزاني الشهدي، وسميرة مهيدي كنوزي، ومريم بوسيكوك، وفوزية الناصري، وخديجة لهجوجي، وصفاء إبراهيمي، ونسرين زكي بقالي، وآمال بلقايد، وإحسان غيلان، وروميو، ونبيل دحاني، وقاسم سهل، بالإضافة إلى الموهبة الشابة نبيلة شهاب. أما في الشق الاجتماعي، فوقع اختيار الساهرين على تظاهرة هذه السنة على قرى الأطفال، التي عبرت رئيستها في المغرب، بياتريس بلعوباد، خلال الندوة الصحفية، عن امتنانها لإشراك قرى الأطفال في حدث يحتفي بالجمال والإبداع. واعتبر المنظمون أن الدورة الثامنة عشر لتظاهرة قفطان هي سفر عبر التاريخ، للتعرف على الموروث الثقافي الغني، الذي خلفته الإمبراطوريات الكبرى في تاريخ البشرية. يشار إلى أن تظاهرة قفطان المغرب، التي انطلقت منذ سنة 1996، ورفعت شعار "نساء الأسطورة" في دورتها الأخيرة، تنظم من قبل مجلة "نساء المغرب" في نسختها الفرنسية، وتحظى بمتابعة مختلف الشرائح الاجتماعية في المغرب، بل وتجد لها صدى طيبا خارج الحدود.