قررت الغرفة الجنحية، خلال جلسة الاستماع إلى الشرطيين، المتهمين بجنح "تسهيل هروب مبحوث عنه ومساعدته على الاختفاء، وإفشاء السر المهني، والارتشاء والمشاركة"، تأجيل مواصلة مناقشة الملف إلى الأربعاء المقبل، لإحضار شريط كاميرا المراقبة بالمطار. وسيجري إحضار هذا الشريط بعد أمر من رئيس الهيئة القضائية بقاعة الجلسات رقم 4، ويظهر الشريط تفاصيل العملية التي قام بها الشرطيان، وهو مأخوذ من كاميرا المراقبة المثبتة بالمنطقة العازلة وسط المطار الدولي. وخلال جلسة أول أمس، أنكر الشرطيان توفيق (ح)، مقدم شرطة موظف في مصلحة ختم الجوازات، ومحمد (ر)، مقدم شرطة موظف بمصلحة التنقيط في الحاسوب الآلي، خلال الاستماع إلى تصريحاتهما أمام هيئة الحكم، التهم الموجهة إليهما بخصوص مساعدة المواطن التونسي بلحسن (ش)، المبحوث عنه دوليا بتهم تتعلق بالنصب والاحتيال. وصرح الشرطي الأول أنه فوجئ بالمواطن التونسي يخرج من الصف ويتوجه نحوه، وأخبره أنه على عجل من أمره وأن طائرته المتوجهة نحو فرنسا ستغادر في دقائق، فاستجاب لطلبه في محاولة لمساعدته. أما زميله، فأكد أن المتهم الأول والتونسي حضرا نحوه في مصلحة التنقيط على الحاسوب، وقام بتنقيط التونسي بالاسم في عجالة، فتبين أنه مبحوث عنه من أجل النصب والاحتيال، وأنه أشعر رئيسه المباشر في العمل، وهو ضابط شرطة ممتاز. ونفى المواطن التونسي جميع التهم المنسوبة إليه، موضحا أنه لم يكن يعلم أنه مبحوث عنه، ولم تكن له سابق معرفة بالشرطيين، أو أن يكون قدم لهما رشوة، مضيفا أنه طلب المساعدة بتسهيل مروره إلى غرفة المغادرة، حتى يتمكن من الالتحاق بالطائرة. كما عرفت الجلسة تقديم دفاع عن المتهمين، المكون من أربعة محامين من هيئة البيضاء، دفوعات شكلية اعتبرت فيها أن القرص المدمج الذي يبين عملية المراقبة في مدة 3 دقائق، يصعب من خلالها التعرف على الظنينين لكون الصور مشوشة. وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحالت على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، في مارس الماضي، مواطنا تونسيا وشرطيين بمطار محمد الخامس الدولي في حالة اعتقال، حاول المطلوب التونسي إرشاءهما من أجل مغادرة المغرب، رغم أنه مبحوث عنه على الصعيد الدولي بخصوص جرائم تتعلق بالنصب والاحتيال، وأنهما سهلا مروره من منطقة المغادرة والتأشير على جواز سفره بعد تنقيطه على الناظم الآلي، وأنهما لم يقوما بواجبهما في اعتقاله، قبل أن تفضحهما كاميرات المراقبة داخل المطار، ويتدخل رجال أمن المطار ويراجعوا جواز سفر التونسي، ويلقون القبض عليه بعدما تبين أنه مبحوث عنه.