كان الراحل دخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى العسكري بالرباط، بعد أزمة صحية طارئة ألمت به، حسب تصريح لزوجة الراحل، الصحافية مليكة الصحراوي، التي أكدت أن الحالة الصحية لزوجها كانت على وشك التحسن، يوم الأربعاء الماضي، لكن سرعان ما تدهورت ليسلم الروح إلى بارئها، مساء أول أمس الاثنين، "في صمت بعدما قضى أزيد من 45 سنة من العمل في الإذاعة والتلفزيون بتفان ونكران ذات". ويعد الراحل امحمد الجفان من أبرز الإعلاميين المغاربة الذين عملوا، منذ سبعينيات القرن المنصرم، بالإذاعة الوطنية والقناة التلفزيونية، وإذاعة امحمد السادس للقرآن الكريم، حيث قدم العديد من البرامج الناجحة (80 دقيقة، وقطار التنمية..)، فضلا عن تميزه في تقديم النشرات الإخبارية. كما يعد الراحل من بين الإعلاميين المغاربة الأوائل، الذين اشتغلوا بالفضائيات العربية، وتميز بأدائه المتفرد بالاستوديوهات المركزية للقناة الفضائية "إم بي سي" بلندن. واستحضارا لعطاءات هذا الرمز الإذاعي المغربي، يقول الإذاعي الحسين العمراني معد برنامج "هذي ليلتنا"، الذي سبق له أن احتفى بالراحل "عند الحديث عن الجفان، يتبادر إلى الأذهان ذلك الصوت القوي والمتميز الذي ميز أثير الإذاعة الوطنية، عبر مختلف البرامج التي قدمها (80 دقيقة، وقطار التنمية...) أو الحضور القوي، الذي طبع تقديم نشرات الأخبار"، معتبرا أنه "الصوت الذي لن يتكرر". ويضيف العمراني أن "الجفان عرف بدماثة خلقه وطيبوبته قبل كفاءته وأدائه المتميز، وأثرى التاريخ الإذاعي ب 45 سنة من العمل الجاد والصادق، وكانت أولى خطواته في الإذاعة الوطنية مع نهاية السبعينيات من القرن المنصرم، إنه المدرسة التي نهل منها كل الإذاعيين الذين جاؤوا من بعده". وفي شهادة أخرى في حق الراحل يقول الإعلامي محمد البوكيلي إن الراحل امحمد الجفان من الإعلاميين العرب الرواد، إذ كان من بين الأوائل، الذين اشتغلوا بالفضائيات العربية، مستحضرا أداءه المتميز بالاستوديوهات المركزية للقناة الفضائية "إم بي سي" بلندن. ويضيف البوكيلي، "الجفان هو أحد الإعلاميين، الذين استطاعوا أن يزاوجوا بنجاح بين الأعمال التلفزيونية والإذاعية". تشييع جنازة الإعلامي امحمد الجفان بمقبرة الشهداء بالرباط شيعت بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء، بمقبرة الشهداء بالرباط، جنازة الإعلامي امحمد الجفان (1949-2015) الذي انتقل إلى عفو الله تعالى مساء أمس الاثنين بالمستشفى العسكري بالرباط، بعد معاناة طويلة مع المرض. وبعد إقامة صلاة الجنازة على الفقيد بمسجد السنة بالرباط، شيع الجثمان في موكب مهيب، وتجمع عدد كبير من رموز المشهد الإعلامي والإذاعي المغربي، داخل المقبرة كما في محيطها، في لحظة وداع أخيرة. وخيمت أجواء الحزن على مشهد الجنازة بين أوساط أقارب وزملاء وأصدقاء الراحل ورفاقه في مسيرته الإعلامية الحافلة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الصحافي الإذاعي رشيد الصباحي، إن "رحيل المرحوم الجفان خلف جرحا لا يندمل"، ووصف وفاته ب"الرزء والمصاب الجلل"، مبرزا أن المرحوم كان "إنسانا دمثا وأصيلا". وأضاف الصباحي أن الراحل كان "مغربيا حتى النخاع، يحب بلده ويضحي بكل الامتيازات التي يمكن أن يحصل عليها نظير عمله الصحافي بالغربة"، مشيرا إلى تقديم وإعداد الصحافي الراحل، الذي "تمرس بالعالم الإذاعي، وكان خبيرا بالخزانة الإذاعية"، لسلسلة من البرامج ونشرات الأخبار. يذكر أن الراحل الجفان (متزوج وله ولدان) التحق بالإذاعة الوطنية والقناة التلفزية الأولى في العام 1967، وكان مقدما للأخبار بالإذاعة والتلفزة في الفترة ما بين 1974 و1986، وعين في العام 2006 رئيسا لقسم التنسيق مع الإذاعات الجهوية وهو المنصب الذي شغله الى غاية تقاعده في دجنبر 2009. وأخرج الراحل الجفان العديد من البرامج الإذاعية من بينها بالخصوص "الأحد لكم"، كما شارك في العديد من البرامج الإذاعية الرئيسية كمنتج صحافي. ويعد الراحل من بين الإعلاميين المغاربة الأوائل الذين اشتغلوا بالفضائيات العربية، حيث تميز بأدائه المتفرد بالاستوديوهات المركزية للقناة الفضائية "إم بي سي" بلندن.