يعد هذا الهجوم أكبر عملية عسكرية في المحافظة منذ استولى مقاتلو التنظيم المتشددون على مساحات كبيرة في شمال العراق في يونيو الماضي وتقدموا صوب العاصمة بغداد. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بداية عمليات صلاح الدين، أول أمس الأحد، خلال زيارة لمدينة سامراء التي تسيطر عليها القوات الحكومية حيث تجمع بعض القوات ورجال الفصائل في إطار قوة تعد بالآلاف لشن الهجوم. ومن الممكن أن يؤثر سير العمليات في محافظة صلاح الدين في الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية. وقال مسؤول أمريكي إن الهجوم على الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية قد يبدأ في أبريل، لكن مسؤولين عراقيين امتنعوا عن تأكيد هذا التوقيت. وفي صلاح الدين يسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على عدة معاقل من بينها تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين ومدن أخرى تقع على نهر دجلة. وقال مصدر في القيادة العسكرية المحلية إن القوات تقدمت شمالا من سامراء صوب مدينة الدور التي يصفها المسؤولون بأنها حصن من حصون تنظيم الدولة الإسلامية وتكريت الواقعة على مسافة نحو 40 كيلومترا إلى الشمال من سامراء. وينفذ سلاح الجو العراقي ضربات لدعم القوات البرية المتقدمة التي تعززها وحدات غير نظامية تعرف باسم الحشد الشعبي من محافظة ديالى المجاورة الواقعة في الشرق. وقال مصدر آخر إن قوات الجيش العراقي التي ترابط في قاعدة عسكرية إلى الشمال من تكريت قصفت مواقع التنظيم في المدينة. من جهة أخرى، فرضت السلطات الأسترالية أمس الاثنين حظرا على سفر مواطنيها إلى الموصل في شمال العراق في مسعى لمحاربة ما تصفه الحكومة بتطرف متنام بين الشباب الاستراليين المسلمين الذين شارك بعضهم في القتال ضمن جماعات متشددة بالخارج. ويأتي الإعلان الذي صدر عن وزيرة الخارجية، جولي بيشوب، قبل هجوم مزمع ربما ينفذ في ابريل نيسان او مايو ايار لاستعادة الموصل تشارك فيه قوة عراقية تلقت تدريبات أمريكية وقوة كردية قوامهما بين 20 و25 ألف جندي. وهذه هي ثاني مرة تلجأ فيها استراليا إلى سن قانون جديد صارم يحظر السفر لمناطق محددة في الخارج. وشمل الحظر الأول محافظة الرقة في سوريا وهي معقل أساسي لتنظيم الدولة الإسلامية. وقالت بيشوب في بيان إن "الحكومة عازمة على وقف انضمام الاستراليين إلى الصراع الإرهابي في العراقوسوريا ودعم التنظيمات الإرهابية." وفي الشهر الماضي قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها أرسلت عشرة آلاف بندقية أمريكية من طراز إم-16 وإمدادات عسكرية أخرى قيمتها نحو 17.9 مليون دولار للعراق في الوقت الذي مضت فيه القوات الأمريكية قدما في تدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية. وفي الآونة الأخيرة ظهر متشددو الدولة الإسلامية في مقاطع فيديو وهم يدمرون آثارا قيمة من الموصل باستخدام المطارق والمثاقب على منحوتات وتماثيل عمرها ثلاثة آلاف عام. وبموجب سلطات أمنية جديدة وصارمة نالها رئيس الوزراء المحافظ توني أبوت في أكتوبر تشرين الأول فيمكن أن يواجه المواطنون الأستراليون عقوبة السجن حتى عشر سنوات إذا سافروا خارج البلاد لمناطق تم حظر السفر إليها. وكان التحرك في إطار حملة أوسع على ما يصفه أبوت بخطر متزايد من الاستراليين الذين تبنوا الفكر المتطرف أثناء القتال في الخارج مع جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية أو جماعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة.