يناقش هذا اللقاء مجموعة من الأوراق مقدمة من قبل الحزب الشيوعي السوداني والحزب الشيوعي المصري وحزب التقدم والاشتراكية حول موضوع "كيف نفهم مسألة الحركات الإسلامية"، انكبت على تحليل أبرز مكامن القوة والضعف في التعاطي مع هذا الملف. وقال نبيل بنعبد الله الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في كلمة خلال افتتاح هذا اللقاء الذي يعرف مشاركة مجموعة من الاحزاب اليسارية من الدول العربية، ان هناك على الساحة العربية حاليا خياران للتعاطي مع "الحركات الاسلامية" أو ما يسمى ب"الإسلام السياسي"، يكمن أولهما في تبني التوجه الذي اعتمده المغرب من خلال تحالف ضم حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب العدالة والتنمية وأحزاب سياسة أخرى "حيث قررنا أن نخطو معا لمسافة معينة بغية بناء المجتمع الذي نطمح إليه"، في مقابل خيار ثان "يحرم التعايش مع الإسلام السياسي". وبخصوص ظاهرة الإرهاب أشار السيد بنعبد الله إلى أنها " تجعلنا في موقف صعب حينما نخاطب الحاملين للفكر الديمقراطي"، مشددا على أن أي جواب فعال على هذه الظاهرة، لن يكون "خارج بناء المجتمع الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات". وطرح بنعبد الله مجموعة من الأسئلة المركزية تتعلق بالكيفية التي سيتمكن من خلالها اليسار العربي من "استنهاض الهمم" وإحياء فكرة بناء المشروع التقدمي الحداثي الذي تتبناه كل مكونات اليسار العربي. من جهتها، ذكرت نائبة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني السيدة ماري ناصف وسكرتيرة لجنة متابعة اللقاء بالسياق العام الذي ينعقد فيه هذا اللقاء، مشيرة إلى ما يشهده العالم العربي من تحديات في ظل "تنامي خطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتنظيم النصرة". وشددت على أن الواقع الحالي يتطلب تنفيذ برنامج اللقاء اليساري العربي وتوسيع القاعدة المادية لهذا اليسار، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يعد بمثابة "تحالف" لمواجهة التحديات التي يعرفها العالم العربي. وسيتواصل هذا اللقاء، الذي يستضيفه حزب التقدم والاشتراكية على مدى يومين، بمناقشة القضايا التي تضمنها جدول الأعمال والتي ترتبط في مجملها بالتحولات التي يعرفها العالم العربي خصوصا في ظل ما يعرف ب"الربيع العربي".