أكدت مصادر قريبة من المخرج أن كوهن أوليفير سيقدم العرض ما قبل الأول للفيلم بباريس، بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة عليه، على أن يبدأ عرضه بالمغرب بمختلف القاعات السينمائية الوطنية بالموازاة مع عرضه بفرنسا. وقالت مصادر "المغربية" إن المخرج لم يتقدم للمشاركة في المهرجان الوطني للفيلم، لأنه لم يكن جاهزا للعرض. و"أوركسترا منتصف الليل" فيلم مغربي، حصل على أكبر قيمة دعم في تاريخ السينما المغربية بحوالي 600 مليون سنتيم، وهو ثاني تجربة سينمائية لكوهن أوليفير بعد فيلم "قنديشة". تدور أحداث الفيلم حول فنان يهودي شهير، يغادر المغرب وهو في قمة عطائه، وبعد سنوات طويلة من الاغتراب، يقرر العودة إلى مسقط رأسه، في مشهد يبرز حنينه إلى سنوات مجده وتألقه في بلد قضى فيه طفولته وأحلى أيام شبابه. تبدأ أحداث الفيلم بعودة الفنان اليهودي إلى المغرب بمدينة الدارالبيضاء، حيث سيبدأ بالبحث عن أعضاء الجوق، الذين اشتغلوا معه في الستينيات من القرن الماضي، لكنه يحس بدنو أجله، فيطلب من أكبر أبنائه المجيء إلى المغرب. قبل وفاة الأب بساعات، يصل الابن إلى المغرب، فيجد نفسه ملزما بتحقيق أمنية والده، وتنفيذ وصيته بتشييع جثمانه صحبة أعضاء مجموعته الغنائية القديمة، الذين تفرقت بهم السبل بعد هجرة رئيسهم. تتواصل أحداث الفيلم برحلة البحث عن أصدقاء الراحل من الموسيقيين، والإعداد لمراسيم الدفن، صحبة صاحب سيارة أجرة سيساعد الابن على اقتفاء أثر أعضاء الفرقة، في جو يسوده التعاون والتسامح، لتتوطد العلاقة، وتتغير فكرة الشاب اليهودي عن واقع العلاقة بين المسلمين واليهود في بلد يحتضن الجميع. يفتح "أوركسترا منتصف الليل"، من جديد، باب تعامل السينما الوطنية مع التعايش بين مختلف الأطياف من زاوية جديدة، يستقيها المخرج من انتمائه الحضاري للثقافة اليهودية المغربية الضاربة في القدم، ويظهر ذلك جليا من خلال تأثره بالتراث الشعبي المغربي، وتركيزه على طراز العمارة "آر ديكو"، التي طبعت أحياء اليهود المغاربة، الذين عاشوا في أمن وسلام مع كل الأجناس التي شكلت هوية سكان المدينة، حتى سبعينيات القرن الماضي، من خلال مشاهد رصدت مقبرة اليهود، وأذان صلاة الفجر، في إشارة إلى الحوار الحضاري والتسامح بين المسلمين واليهود والمسيحيين. تجري أحداث الفيلم بكل من باريس والدارالبيضاء، وتسلط الضوء على التقاليد اليهودية المغربية، وتمسك اليهود المغاربة ببلدهم، كما يسترجع الموروث الثقافي الموسيقي المغربي المتميز بالغنى. ويلعب أدوار البطولة في الفيلم مجموعة من الكوميديين، من أبرزهم عزيز داداس، وجاد المالح وحسن الفد، اللذان يجسدان دور حاخامين ستوكل إليهما مهمة دفن الأب اليهودي. وتتخلل مشاهد الفيلم معزوفات موسيقية مغربية لآلتي العود والكمان، للفنانين المغربيين حايم ومارسيل بوطبول.