يتعلق الأمر بتعرض مواطنين لتسممات بمجموعة من المسببات، تتوزع بين لسعات العقارب ولدغات الأفاعي أو حيوانات أخرى، والتسمم بالأغذية، والاختناق بالغاز، إلى جانب المبيدات، والأعشاب، ومواد التنظيف، والمخدرات، والمنتجات الصناعية العضوية، والمعادن الثقيلة. واحتلت لسعات الأفاعي والعقارب وعضات الحيوانات السامة، قائمة أنواع التسممات المسجلة في المغرب، بإحصاء 48 ألفا و164 حالة تسمم، حسب التقرير الأخير للمركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه. ويأتي في الرتبة الثانية، التسمم بالأدوية، بتسجيل 27 ألفا و392 حالة، منها 697 حالة مرتبطة ببرنامج مقاومة السل، بنسبة 28.6 في المائة، و865 حالة بالأخطاء في استعمال الأدوية. ينضاف إلى ذلك التسمم بالأغذية، بمجموع 26 ألفا و197 حالة، ثم 21 ألفا و356 حالة تسمم بالاختناق بالغاز، و14 ألفا و937 بالمبيدات، و7 آلاف و675 بالمنظفات المنزلية، و6 آلاف و297 بالمنتجات الصناعية، و4 آلاف و579 بالأعشاب، وألفين و684 بالمخدرات. وأفاد التقرير أن مركز محاربة التسممات ساهم بشكل كبير في خفض نسب التسممات، بنشر التحسيس والتوعية، وإصدار نشرات إنذارية حول مصادر التسممات، ومنها التحذير من استعمال الحنة السوداء، ومستحضر "شيرلي"، وعشبة "برزطم"، وأقراص "الكينة الخضراء"، والاستعمال الخاطئ لدواء "الباراسيتامول" لدى الأطفال. إلى جانب التحذير من أقراص ومركبات الأعشاب المستعملة لرفع وزن الجسم، مثل "دردك". كما حذر المركز من استهلاك مادة "المعجون" المخدرة، التي تتسبب في أضرار صحية، ومن اللجوء إلى "الفراكات"، واستعمال المحرار المحتوي على مادة الزئبق. التسمم بالأدوية سجل المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية 23 ألفا و741 حالة تسمم خلال سنة 2013، تسببت في وفاة 96 حالة، مقابل 98 وفاة سنة 2012. وصنفت التسممات بالأدوية على رأس أنواع التسممات المسجلة خلال سنة 2013، بثلاثة آلاف و182 حالة، توفي منها أشخاص، بنسبة زيادة بلغت 15.4 في المائة خلال سنة 2013 مقارنة بسنة 2012. وتأتي الأدوية الخاصة بالأمراض العصبية على رأس المسببات، بنسبة 37.8 في المائة، ما يفسر وتيرة وصف هذه الأدوية واستهلاكها، حسب التقرير. وينضاف إلى ذلك، سوء استعمال أو الإفراط في الجرعات الضرورية من الأدوية المحتوية على مادة "الباراسيتامول"، وأدوية الروماتيزم، وفتح الشهية. وكشف التقرير أن التسممات الدوائية سجلت سنة 2013 في المجال الحضري أكثر من المجال القروي، إذ تتصدر جهة سلا زمور زعير مقدمة لائحة التصنيف الجغرافي للتسممات، بنسبة 24.2 في المائة، متبوعة بجهة الدارالبيضاء (15.6 في المائة). ويعود التسمم بالأدوية إلى سهولة الوصول إليها في المنزل، وتركها في متناول الأطفال، وضعف التحسيس والتوعية.