أعلن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية عن إتاحة إمكانية الإعلان عن المضاعفات الجانبية لاستعمال الأدوية، لجميع مهنيي قطاع الصحة، من أطباء وممرضين وتقنيين وذلك عبر بوابة المركز على شبكة الأنترنت، خاصة أن 27 في المائة من حالات التسمم بالمغرب تحصل بسبب الأدوية. ويشترط عدم تجاوز الإعلان عن نسبة التعرض للمضاعفات الجانبية للأدوية نسبة 1 في المائة، فيما تفوق تقديرات المتخصصين ذلك، إذ لا يتجاوز عدد المضاعفات المعلن عنها لدى المركز 3 آلاف و500 حالة في السنة. وسجل المركز، في تقريره لسنة 2012، أن 88 في المائة من حالات التسممات مسجلة من قبل مهنيي الصحة، و11 في المائة من قبل العموم عبر اتصالاتهم الهاتفية. وقالت رجاء بنكيران، مديرة مركز اليقظة الدوائية، في تصريح ل"المغربية"، إن فتح باب الإعلان الإلكتروني عن المضاعفات الجانبية في وجه مهنيي قطاع الصحة، يأتي سعيا لرفع مستوى اليقظة الدوائية، ولتجنب حالات التعرض المحتملة للمضاعفات الجانبية لبعض الأدوية. وأوضحت بنكيران أن التواصل الإلكتروني مع إعلانات مهنيي الصحة يستند إلى استعمال الأطباء وباقي مهنيي الصحة لوسائل التواصل الجديدة، وضمنها الأنترنت، ما يسهل تلقي المركز للمعلومات، وبالتالي تسريع وتيرة دراسة الطلبات والملفات، واتخاذ الإجراءات الضرورية لذلك. وأضافت أن عموم المواطنين مدعوون إلى المشاركة في الإعلان عن المضاعفات الجانبية للأدوية، لرفع من مستوى اليقظة الدوائية، سيما أن توصيات المنظمة العالمية للصحة تسير في هذا الاتجاه، وتحث سكان العالم على المشاركة المكثفة في الإعلان عن مشاكل تلحق بهم بمناسبة تلقيهم للعلاجات. يشار إلى أن المركز أصدر 12 نشرة إنذارية خلال سنة 2012، ترمي إلى تحسيس المواطنين وتحذيرهم من استعمال مواد، يشكل استعمالها أو تناولها خطرا على الصحة، ويعتبر المركز مؤسسة تابعة لوزارة الصحة، تضمن مهمة اليقظة وإصدار النشرات الإنذارية الصحية في مجال التسممات والإعلان عن مضاعفات الأدوية. ويرمي المركز إلى تطوير قطاع الصحة، وخفض الأمراض والوفيات والنفقات على الصحة، والمضاعفات غير المرغوب فيها عن المنتجات الصحية. وسجل المركز ارتفاعا في عدد الإخباريات بحدوث حالات تسمم بنسبة 27 في المائة، إذ فاق عددها 10 آلاف حالة سنة 2012، مقارنة بسنة 2011، دون احتساب التسممات المسجلة بسبب لدغات العقارب والأفاعي. وأعلن المركز عن تسجيل 9 آلاف و568 حالة تسمم سنة 2012، موزعة على الصعيد الوطني، توفيت منها 98 حالة، من بين 123 ألفا و856 حالة تسمم سجلها المركز بين 1980 و2012، حسب التقرير الأخير للمركز. وتمثل الأدوية أول سبب للإصابة بالتسمم في المغرب، بنسبة 27 في المائة، يليها التسمم بغاز أحادي أوكسيد الكاربون (الاختناق بالفحم أو الغاز)، ثم الأغذية المتسممة، أو التعرض للمبيدات، دون احتساب حالات التسمم بلسعات العقارب والأفاعي. وتدخل ضمن مسببات التسمم في المغرب، المواد الغازية، والحيوانات، ومواد التنظيف المنزلية، والمواد الصناعية، والمخدرات والأعشاب، والمواد المعدنية الثقيلة ومواد التجميل. وتحدث التسممات بشكل عرضي بنسبة تفوق 83 في المائة، فيما يكون التسمم بسبب محاولة الانتحار بنسبة تفوق 20 في المائة. ويعتبر الشباب الأكثر تعرضا لحالات التسمم، بمعدل عمري يصل إلى 20 سنة.