«جافيل العبار» يقتل 45 طفلا سنويا.. ويسمم المئات من المغاربة سجل المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية حصول 30 ألف حالة تسمم في المغرب ناجمة عن لدغات العقارب، تخلف سنويا 80 وفاة، وأكثر من 1761 حالة تسمم ناتجة عن لسعات الأفاعي السامة والثعابين، توفي على إثرها 76 شخص، وذلك خلال الثلاثين سنة الماضية . كما رصد 547 حالة تسمم بسبب تناول دواء الباراسيتامول، أدت إلى وفاة واحدة، و497 ناجمة عن المواد والأدوية المخدرة، نتجت عنها وفاة واحدة. وكشف المركز عن تسجيله سنة 2012 حوالي 293 حالة تسمم بمادة جافيل بينها 45 حالة ناتجة عن جافيل «العبار» الذي يباع من طرف الباعة المتجولين، و257 حالة تسمم ناتجة عن المواد التي تستعمل عادة من قبل المغاربة في إزالة الطلاء «الصباغة» والتنظيف من مثل (حمض الهيدروكلوريك) أو (روح الملح) حيث أن 46 في المائة من حالات التسمم ناتجة عن استعمال ما يعرف بمادة «الديليو»، يمثل فيها الأطفال أقل من أربع (4)سنوات نسبة 30 في المائة. كما سجل المركز خلال سنة 2013 حالتين للتسمم نتج عنها نزيف معوي ناجمة عن تناول ما يعرف ب»الكينة الخضراء» التي تباع ببعض محلات البقالة. هذه الإحصائيات كشف عنها المركز الوطني في نشرته الدورية الصادرة مؤخرا والتي أعدتها الأطر الطبية للمركز، والتي تضمنت معطيات تخص حالات التسمم المسجلة في المغرب طيلة الثلاثين سنة الماضية الممتدة ما بين 1980و2010، الناجمة عن لدغات العقارب والأفاعي السامة واستعمال بعض الأدوية، كما تضمنت مسحا للأمصال المضادة لسم الأفاعي والعقارب، وكيفية مواجهة مختلف حوادث التسمم الناتجة عن الأدوية المخدرة وتناول المهدئات ،فضلا عن إحصائيات تخص حالات التسمم الناجمة عن استعمال مواد التنظيف المنزلية والصناعية والتي تم رصدها خلال سنة 2012 وشهر يناير 2013. وأفاد المركز أن حالات التسمم نتيجة لدغات الأفاعي يمثل نسبة 2,06 في المائة من مجموع حالات التسمم المسجلة خلفت سنويا 76 وفاة، أما لسعات العقارب التي تصل في المتوسط إلى 30 ألف حالة نتجت عنها 80 حالة وفاة، 90 في المائة منها لأطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما. وأوضحت الدكتورة غزلان العوفير من المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، حسب ما جاء في النشرة الدورية، أن هذه النسبة تقلصت بصفة عامة ما بين 1.5 في المائة إلى 0.17 في المائة، بفضل الإستراتيجية الوطنية لمحاربة لدغات العقارب والمجهودات التي تم بذلها من طرف المركز، حيث يقوم هذا الأخير، سنويا، بتزويد صيدليات المستشفيات الإقليمية بكمية من الأمصال المضادة لسم العقارب لاستعمالها بمصالح المستعجلات والإنعاش، مشيرة أن الكمية يتم حصرها وفقا لعدد حالات الوفيات المسجلة وملفات الاستشفاء التي يتم التوصل بها من مصالح تلك المستشفيات. وأضاف المركز أن حالات التسمم الناجمة عن تناول دواء البراسيتامول، خلال الثلاثين سنة الماضية بالمغرب، بلغت 547 حالة وهو ما يمثل 2.63 من حالات التسمم عن طريق الأدوية ، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة، هذا علما أن الإحصائيات الخاصة بهذا النوع من التسمم تعد مثيرة على المستوى العالمي، ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية يتم تسجيل 100 ألف حالة سنويا نتيجة الإفراط في تناول هذا الدواء، بمتوسط يفوق 450 حالة وفاة، فيما تصل نسبة الإصابة بفرنسا 10 في المائة من بين مجموع حالات التسمم المسجلة. هذا، وفيما يتعلق بحالات التسمم بالأدوية المسجلة بالمغرب، والتي تشمل استعمال دواء «بنزوديازيبيين» والتي هي من فئة الأدوية المخدرة والمهدئات التي لها تأثير على الجهاز العصبي، فتمثل نسبة الإصابة 59.9 في المائة من حالات التسمم عن طريق الأدوية، نسبة 37 منها بسبب تناول المهدئات. وأوضح المركز أن حالات التسمم الدوائي الإرادية في فرنسا تصل إلى 6.42 في المائة من حالات التسمم التي يتم استقبالها بمصالح المستعجلات ،حيث تتراوح نسبة الإصابة بحالات الإغماء الخطيرة بين 5و10 في المائة. هذا واستنادا إلى المعطيات التي توصل بها المركز فإن حالات التسمم الناتجة عن الأدوية التي بها نسبة من المواد المخدرة «الأفيون» تصل إلى 497 حالة تسمم خلال السنوات الثلاثين الماضية، وهو ما يمثل نسبة 0.5 في المائة من الحالات المعلن عنها، مع تسجيل حالة وفاة واحدة. فيما بفرنسا فإن استهلاك هذه المواد المخدرة سنة 2010 بين الفئات العمرية 12 و75 عاما ما قدره 500 ألف شخص، ويقدر عدد حالات الوفاة الناجمة عن استعمال الهيروين ما مجموعه 103 حالة سنويا ، في حين تم رصد سنة 2009 أن نسبة 40 في المائة من الوفيات المسجلة ناجمة عن استهلاك المخدرات. وبالنسبة لحالات التسمم الناتجة عن استعمال مبيدات الحشرات بالمغرب التي تتعدد أنواعها بالسوق الوطني والتي يؤثر استعمالها على الجهاز العصبي فإنها تمثل 10.1 في المائة، و نسبة 57.4 في المائة منها حالات ناجمة عن المبيدات المصنعة من مواد الفوسفور الحيوي، في حين تتسبب هذه المواد استنادا لمعطيات منظمة الصحة العالمية في 200 ألف حالة وفاة سنويا عبر العالم. هذا ووجه المركز تنبيها شديدا إلى المواطنين والسلطات المعنية بشأن ترويج واستعمال مواد التنظيف المنزلية، خاصة مادة جافيل «العبار» الذي يتم تصنيعه عشوائيا بخلط مواد شديدة الخطورة دون الالتزام بالمعايير الصحية أو معرفة بالمواد المستعملة ويباع بأثمنة بخسة من طرف الباعة المتجولين في الأسواق الشعبية أو بمختلف المناطق، إذ اعتبر المركز أن هذه المادة تعد تهديدا لصحة المواطنين على اعتبار أنها متاحة بشكل كبير وتتسبب في مقتل 45 حالة وفاة سنويا لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وأربع سنوات.