رغم الجهود المبذولة من طرف مصالح الأمن بالمدينة للتصدي للجريمة، فإنه بات من الضروري دعم الدوائر الأمنية بالعنصر البشري، وتأهيل المجلس البلدي لتلك المناطق. ويعتبر حي برج مولاي عمر من بين أقدم الأحياء الصفيحية بمدينة مكناس، إذ ظهر منذ العهد الاستعماري، وأعيدت هيكلته قبل عقود بإعادة إسكان قاطنيه. ومع توالي الهجرة القروية في السنوات الأخيرة، شهد الحي المذكور استنبات حي آخر بجواره، ويتعلق الأمر بعين الشبيك المحاذي للسكة الحديدية والمفتوح على البساتين. والحيان معا يعتبران، حسب مصادر أمنية، من أصعب النقط الأمنية بسبب الهشاشة الاجتماعية، كالفقر والبطالة، وزادت من حدتها الهجرة القروية التي تنامت بشكل كبير، شأنهما شأن مناطق أخرى من مدينة مكناس، ما دفع إلى انتشار استهلاك وترويج المخدرات وما يترتب عنها من ارتكاب الجريمة، إضافة إلى سوء الجوار والاعتداءات التي تحدث أثناء الليل، أو الشجارات العرضية بين جيوب المنطقة. واعتبر مواطن، يقطن بالمنطقة، أن وقوع بعض الجرائم عادة ما يكون موسميا أو عرضيا أحيانا، وهذا راجع إلى التركيبة الاجتماعية، إذ أن جل الأسر ذات دخل منخفض، كما أن الحي مفتوح على مقبرة سيدي مسعود، التي عادة ما احتضنت بعض ممارسات مشينة، وكذا حالات الاعتداءات المتكررة من طرف أشخاص يحتمون بها. كما تحدث مصدر آخر عن وجود بساتين وجنانات قريبة من منطقة ورزيغة، ما يسهل على المعتدين الفرار نحوها والاحتماء بها، وما جعل عناصر الشرطة، بكل مكوناتها، والعناصر التابعة للدائرة الرابعة تجد صعوبة في مطاردة المعتدين أو المبحوثين عنهم في قضايا مختلفة. كما أن عملية المطاردة الأمنية تعتبر في حد ذاتها مغامرة، إذ سبق أن تعرض عدد من رجال الأمن لحوادث أثناء القيام بمهامهم. من جهة أخرى تشغل الدائرة الرابعة مجالا ترابيا شاسعا، إذ كانت تشمل قبل سنوات أحياء ذات كثافة سكانية عالية، هي برج مولاي عمر، وقدماء المحاربين، وعين الشبيك، ثم إقامات سكنية أحدثت في إطار مشروع السكن الاقتصادي، إضافة إلى أحياء أخرى على طول شارعي الجيش الملكي وخالد بن الوليد، وتجزئة أم الربيع. ونظرا للمد العمراني، أحدثت الدائرة الثامنة في إطار أمن القرب، إلا أن المشكلة المطروحة هي قلة العناصر الأمنية، رغم تأهيل مقري الدائرتين معا لتحسين خدمات الموظفين الأمنيين، دون إغفال موقعهما الجغرافي المفتوح على الجنانات والبساتين، ووجود الخط المزدوج للسكة الحديدية، الذي يمنع سيارات الأمن من اختراق تلك الفضاءات أثناء الدوريات أو مهمات أخرى، إلى جانب هشاشة البنية التحتية، من الطرق وضعف الإنارة العمومية في بعض المواقع من تلك الأحياء، وحتى في أحياء أخرى من المدينة.