تأتي القمة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني بعد أسبوع من هجمات باريس الإرهابية حيث يلتقي كاميرون وأوباما على عشاء عمل مساء الخميس ثم يجتمعان مجددًا غداً الجمعة في مكتب أوباما في البيت الأبيض. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما على محاربة "الايدولوجيا المشوهة" للإرهاب، وذلك قبيل بدء محادثاتهما، وأكدا أنهما لن "يسمحا لأي شخص بمنع حرية الرأي وذلك بعدما قتل متشددون 17 شخصا في هجمات إرهابية في باريس". وجاء في مقال مشترك لكاميرون وأوباما نشرته صحيفة (التايمز) اللندنية، الخميس، أنهما "سوف يدعمان إيجاد فرص جديدة لملايين العمال، كما أنهما سيواصلان العمل معًا ضد الذين يهددون قيمنا وطريقة حياتنا". وأضافا "عندما تعرضت الحريات التي نؤمن، لاعتداء شنيع في باريس، رد العالم بصوت واحد". وقال الزعيمان، "سوف ندحر هؤلاء القتلة المتشددين وفكرهم الذي يحاول تبرير قتل أبرياء". ومن المتوقع مناقشة جرائم القرصنة الالكترونية والاقتصاد خلال زيارة كاميرون التي تستغرق يومين. وستكون تلك الزيارة الأخيرة لكاميرون للولايات المتحدة قبل الانتخابات العامة البريطانية المزمع إجراؤها في مايو المقبل. ومن المرتقب أن يتطرق كاميرون خلال زيارته إلى قضية شاكر عامر الذي يعد آخر المعتقلين البريطانيين في سجن غوانتانامو. وتسعى بريطانيا إلى الإفراج عن عامر والعمل على عودته إلى عائلته في بريطانيا بعد أن أمضى حوالي 13 عاماً في السجن دون محاكمة. وستركز محادثات الخميس على قضايا الاقتصاد وسط حالة عدم الاستقرار المالي في منطقة الأورو، والجدل حول اتفاقية التبادل الحر بين أوروبا والولايات المتحدة. ومن المتوقع مناقشة قضايا أخرى كالإيبولا وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية والتدخل الروسي في أوكرانيا. ويشار إلى لندن أجرت خلال اجتماع أمني الاثنين الماضي على مستوى عالٍ ترأسه كاميرون مراجعة هجمات باريس وتقييم المخاطر من إمكانية وقوع أحداث مماثلة في بريطانيا، مما دفع الشرطة وغيرها من أجهزة الأمن إلى الاتفاق على تحديث عمليات التدريب على مواجهة مثل هذه الأحداث. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن بريطانيا ستكثف جهودها لوقف تهريب الأسلحة عبر الحدود في أعقاب الهجمات الدموية التي شنها إسلاميون متشددون في باريس الأسبوع الماضي، كما ستحدث البروتوكولات الأمنية لدى أجهزتها للتعامل مع مثل هذه الحالات. كما ناقش المجتمعون "مخاطر الأسلحة النارية واتفقوا على أنه يتعين علينا تكثيف الجهود مع البلدان الأخرى لكبح تهريب الأسلحة عبر الحدود". ويشار إلى أن بريطانيا كانت رفعت في غشت 2014 مستوى التأهب من هجمات إرهابية إلى ثاني أعلى مستوى، ما يعني أن وقوع هجوم إرهابي هو "احتمال كبير". وكان رئيس جهاز المخابرات الداخلية (إم.آي 5) البريطاني قال الأسبوع الماضي إن مقاتلي تنظيم القاعدة في سوريا يخططون لهجمات توقع ضحايا بأعداد كبيرة في الدول الغربية. وإلى ذلك، قال المتحدث باسم كاميرون إن شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا ستخضع لتدريبات إضافية في كيفية التعامل مع هجمات على غرار هجومي باريس الأسبوع الماضي، اللذين خلفا 17 ضحية. وأشار المتحدث إلى أن كاميرون طلب من الشرطة والجيش "مواصلة العمل معًا بشكل وثيق"، كما يمكن استدعاء احتياطي الجيش عند الحاجة في جميع أنحاء البلاد إذا ما تعرضت المملكة المتحدة لأية تهديدات إرهابية. كما تناول النقاش خلال الاجتماع مستويات التأهب لهجمات مسلحة على غرار تلك التي ظهرت في مومباي في عام 2008 عندما قتل 64 شخصا في هجمات إرهابية متتالية استمرت على مدى أربعة أيام.