سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ندوة دولية حول الإدماج المالي والتنمية البشرية لفائدة المهمشين اجتماعيا واقتصاديا لقاء الصخيرات أبرز دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و'أجفند' في محاربة الفقر
حضور وازن لخبراء وشخصيات بينهم الملكة صوفيا ومحمد يونس الفائز بجائز نوبل
أعلن المشاركون في الندوة، التي نظمها برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، أمس الاثنين بالصخيرات، ضمن فعاليات جائزة "أجفند" الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية، التي يحتضنها المغرب برعاية جلالة الملك محمد السادس، أن الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لا يقتصر على التقديم لمثل هذه الحلول للفئات المستهدفة، وإنما "يتوجب على من يتبنى هذا المفهوم أن يتأكد من هذه الحلول والعمليات التضامنية هل خدمت بالفعل كل الشرائح المستهدفة، وتحققت الاستفادة المرجوة". وشدد المشاركون على ضرورة الاستماع وأخذ رأي المستفيدين من هذه المنتجات، وتبني ما يناسب منها كي يفي باحتياجات ومتطلبات مستفيديها، موضحين أن العديد من الدول والهيئات الوطنية والمؤسسات المحلية والدولية العاملة في حقل التنمية تضع الإنسان في صلب أولوياتها، من خلال تدخلاتها المتنوعة في مجال محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي. وحضر اللقاء محمد يونس الفائز بجائز نوبل، والأب الروحي لصناعة القروض الصغيرة، والملكة صوفيا (إسبانيا)، ولارى ريد، مدير حملة قمة الإقراض العالمية، إضافة إلى خبراء في مجال التنمية البشرية والإدماج المالي في العالم، ورجال الأعمال الداعمين لمفهوم الأعمال الاجتماعية، وممثلي مؤسسات التمويل الأصغر ومنظمات دولية أممية، وجهات إعلامية، وممثلي المجتمع المدني المغربي، والجهات التنموية والحكومية، بالإضافة إلى أعضاء مجلس إدارة "أجفند" وممثلين عنها ومؤسساتها الشقيقة، وأعضاء لجنة جائزة "أجفند" الدولية والفائزين بها ومحكميها. وأبرز المشاركون أن ظاهرة الفقر وتداعياتها السلبية مازالت قائمة بحدة وواسعة الانتشار، وتشكل تحديا كبيرا على مستوى الدول وصانعي السياسات ودول العالم أجمع. وقال الشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، إن الندوة تكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى واقعية وراهنية مواضيعها، موضحا أن "مبادئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تتلاقى مع مبادئ "أجفند"، بفضل فلسفتها وجوهر رهانها المبنيين على خلق أنشطة مدرة للدخل، ما مكن الفئات المستهدفة من الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، ورفع من مستوى معيشة هذه الشريحة". وأضاف الضريس أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "دشنت مرحلة جديدة وتجربة رائدة في التماسك الاجتماعي، غايتها إدماج الفئات الهشة اقتصاديا واجتماعيا"، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى انطلاق المبادرة سنة 2005، أعتبرها ورشا متطورا لا يقتصر على الفئات الفقيرة والمعوزة، بل أكد على ضرورة تقوية وتوسيعها إلى مشاريع مدرة للدخل، ما مكن المبادرة من النجاح، وعزز مكانة المغرب". من جانبه، شدد ناصر القحطاني المدير التنفيذي ل"أجفند" على أهمية الندوة بالنظر إلى المواضيع التي أثارتها، معتبرا أنها ستمكن من إغناء تجربة "أجفند" خلال مسيرته التي توجت بإنشاء 9 بنوك قروض صغرى في العالم العربي وإفريقيا، لا ترتكز على تقديم القروض متناهية الصغر فقط للفقراء، وإنما تعمل على دمج هذه الشريحة في النظام المالي في البلد، من خلال تقديم حلول ومنتجات مالية وغير مالية، مثل الادخار والتأمين والتدريب والتأهيل، معلنا أن "أجفند" تفكر في فتح بنك للقروض الصغرى بالمغرب تحت اسم"الإبداع". وقدم كل من لاري ريد ومحمد يونس عددا من الحلول الإبداعية من خلال الإدماج المالي للفقراء والتي توفرها بنوك التمويلات الصغرى العاملة تحت مبادرة "أجفند"، وكذا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يمثل خطوة أساسية في القضاء على الفقر المدقع، ثم تمكين الأشخاص من توفير مبالغ صغيرة، والجمع بين القروض الصغرى وتقديم الخدمات الصحية، والجمع بين التدريب ونقل الأموال من الحكومة. وسلط محمد يونس الضوء على تجربته في الأعمال الاجتماعية في حل مشاكل الفقراء في بنغلادش، التي مكنته من نيل جائزة نوبل للسلام. وتجدر الإشارة إلى أن الندوة تهدف إلى تبادل التجارب والخبرات الدولية والاستفادة من النماذج الناجحة في مجال تمكين المهمشين تمكينا اقتصاديا واجتماعيا، وإيجاد آليات جديدة لرفع تحديات التنمية البشرية، التي تراعى التعبئة والتضامن الدولي لمواجهتها، والوقوف على تجربة "أجفند" في تأسيس بنوك التمويل الأصغر في 9 دول "بنوك الفقراء"، وتجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المغربية، وتجربة مؤسسات التمويل الأصغر بالمغرب ودول أخرى مشاركة. كما ناقشت الندوة آليات التعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع، إذ من المتوقع أن تسفر عن توصيات لصالح هذه الفئة من الأطفال، باعتبارها من أكثر الفئات التي تعاني التهميش والإهمال، وتؤثر في سلامة المجتمع، وتوصيات تتضمن تصميم منتجات مالية وغير مالية تخدم أطفال الشوارع، وتستهدف إدماجهم ماليا واجتماعيا في مجتمعاتهم.