انطلق هذا الاحتفال الديني والثقافي، الذي ينظم إلى غاية 11 يناير الجاري تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس وبإشراف من الزاوية الحسونية، من ساحة الشهداء بوسط المدينة بموكب رسمي يتقدمه شرفاء الزاوية بمعية أذكار دينية وأهازيج وإيقاعات تقدمها مجموعات مشاركة من مختلف مناطق المملكة منها فرق (عيساوة، وكناوة، وعبيدات الرمى، وجبالة، والركادة، وأحواش)، حيث يقفون أمام المنصة الرسمية للاحتفال ويؤدون رقصات الشموع في لوحات فنية جميلة. وأوضح وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي في تصريح بالمناسبة، أن موكب الشموع الذي تنفرد بتنظيمه مدينة سلا احتفالا بذكرى مولد النبي المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، يشكل مسيرة احتفالية تجوب شوارع المدينة العتيقة على أنغام ورقصات فلكلورية. من جهته، أكد نقيب الحسونيين، عبد المجيد الحسوني، أن موكب الشموع الذي ينظم هذه السنة تحت شعار (تراثنا فخرنا)، هو تقليد راسخ ومستمر عمره 4 قرون ونيف استمر بجهد الزاوية والشرفاء الحسونيين، وهو احتفاء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن هذا التقليد يحظى بعناية مولوية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يدعم هذه التظاهرة ماديا ومعنويا. ويعود أصل "موكب الشموع" إلى عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي تأثر، خلال زيارته إلى إسنطبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع. وتختلف الشموع المستعملة في الموكب عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بورق مقوى باللون الأبيض والمزركش بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي البديع. وتتواصل فقرات بتنظيم لقاءات فكرية وندوات وتظاهرات ثقافية واجتماعية، ويطمح المشاركون في هذا الاحتفال السنوي إلى المحافظة على هذه الثقافة والتراث الإنساني اللامادي وإدماج سلا، ضمن لائحة المدن والمواقع القديمة المصنفة عالميا.