أقيم، عشية أمس السبت بسلا، "موكب الشموع"، التقليد المغربي الأصيل الذي دأبت على تنظيمه الزاوية الحسونية بالمدينة احتفاء بمولد خاتم الأنبياء (ص) والذي يجسد ارتباط المغاربة بأصالتهم وتقاليدهم. وتحولت ساحة الشهداء التي أقيم بها الاستعراض إلى لوحة فنية أثثتها أهازيج وإيقاعات موسيقية وفلكلورية متنوعة (عيساوة وحمادشة وكناوة وألوان فنية أخرى) رافقت الشموع ال12 المختلف بعضها عن بعض لونا وحجما زادها جمالات حاملوها بلباسهم التقليدي. وقد انطلق الموكب يتقدمه الشرفاء الحسونيون، من ساحة السوق الكبير في اتجاه ضريح مولاي عبد الله وسط جموع غفيرة من ساكنة المدينة التي احتشدت على طول مسار الموكب. وأوضح وزير الثقافة، السيد محمد أمين الصبيحي في تصريح بالمناسبة، أن موكب الشموع الذي تنفرد بتنظيمه مدينة سلا احتفالا بذكرى مولد النبي المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، يشكل مسيرة احتفالية تجوب شوارع المدينة العتيقة على أنغام ورقصات فلكلورية. من جهته، أكد نقيب الحسونيين، السيد عبد المجيد الحسوني، أن موكب الشموع الذي ينظم هذه السنة تحت شعار (تراثنا فخرنا)، هو تقليد راسخ ومستمر عمره 4 قرون ونيف استمر بجهد الزاوية والشرفاء الحسونيون، وهو احتفاء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن هذا التقليد يحظى بعناية مولوية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يدعم هذه التظاهرة ماديا ومعنويا. ويعود أصل "موكب الشموع" إلى عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي الذي تأثر، خلال زيارته إلى إسنطبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع. وتختلف الشموع المستعملة في الموكب عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بورق مقوى باللون الأبيض والمزركش بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي البديع. وتتواصل فقرات هذا الاحتفال إلى غاية 11 يناير الجاري بتنظيم لقاءات فكرية وندوات وتظاهرات ثقافية واجتماعية.