مما جاء في هذه البرقية "علمنا بعميق الأسى والأسف بنعي المشمول بعفو الله ورضوانه، البروفيسور عبد اللطيف بربيش، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، تقبله الله في عداد الصالحين من عباده وأسكنه فسيح جنانه". وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك، لأسرة المرحوم، ومن خلالها إلى كافة أهله وذويه، ولأسرته العلمية الكبيرة، لا سيما أعضاء أكاديمية المملكة، عن أحر التعازي وأصدق المواساة، في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا سبحانه أن يلهمهم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء. واعتبر صاحب الجلالة أن رحيل الفقيد العزيز إلى دار البقاء لا يعد خسارة لأسرته الموقرة فحسب، وإنما يعد أيضا خسارة لوطنه المغرب، الذي فقد فيه طبيبا مرموقا، وأكاديميا مبرزا، مشهودا له بالخصال النبيلة، والتواضع الكبير، وبغيرته الشديدة على الارتقاء بالبحث العلمي في وطنه الذي كرس حياته لخدمته في تفان وإخلاص، ووفاء مكين للعرش العلوي المجيد. كما استحضر جلالته في هذه المناسبة، ما كان يجسده الفقيد الكبير من سلوك رفيع، خلال توليه لشتى المسؤوليات السامية، كعميد لكلية الطب، وأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، وكعضو في العديد من الأكاديميات والجمعيات الوطنية والدولية، "مما جعله يحظى بتقديرنا المولوي الخاص، وباحترام كل من عرفوه". وجاء في البرقية أيضا "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح، مؤكدين لكم سابغ عطفنا وسامي رعايتنا، لنسأله تعالى، في هذه الأيام النبوية المباركة، بأن يجزي الفقيد الكبير الجزاء الأوفى، على ما أسدى لوطنه من خدمات جليلة، وأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويتقبله مع عباده المنعم عليهم بفضله وإحسانه، ممن يبوئهم سبحانه فسيح جنانه، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا".