بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة، ببرقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل عبد الرحمان السباعي، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بإدارة الدفاع الوطني، الذي التحق بالرفيق الأعلى عن سن تناهز 70 سنة(ماب) فيما جرت، بعد عصر أمس بالرباط، مراسيم تشييع جثمان المرحوم، في موكب جنائزي تقدمه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وجاء في البرقية الملكية "تلقينا ببالغ الأسى وعميق التأثر، النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الراحل عبد الرحمان السباعي، تقبله الله في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالجنة والرضوان. وبهذه المناسبة الأليمة نعرب للسيدة أرملته الفاضلة الحاجة أمينة المومني ولنجليه البارين علي ولمياء، ومن خلالكم لكافة أهلكم وذويكم، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا في هذا الرزء الفادح، سائلين العلي القدير أن يمن عليكم جميعا بالصبر الجميل ويلهمكم الرضا بقضائه سبحانه وقدره وأن يعوضكم عن فقدانه جزيل الثواب وحسن العزاء". وقال جلالة الملك "وإننا لنستحضر في هذه اللحظة المحزنة، فداحة الخسارة في فقدان أحد خدام العرش الأوفياء الذين عملوا بكفاءة وتفان وإخلاص في خدمة الصالح العام والدفاع عن القضايا العليا للوطن، متحليا بخصال رجل الدولة المحنك، المتشبث بمقدسات الأمة وثوابتها، ناهضا بمختلف المهام الحكومية والإدارية التي تقلدها بكل أمانة ومسؤولية وتفان ونكران ذات، إلى أن لقي ربه محتسبا صابرا، مصداقا لقوله تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". وابتهل جلالة الملك إلى الله عز وجل بأن يشمل الفقيد الكبير بواسع رحمته وغفرانه وأن يجزيه خير الجزاء وأوفاه عما أسدى لملكه ولوطنه من جليل الخدمات، وما قدم بين يدي ربه من أعمال مبرورة، وأن يتقبله في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". وخلص جلالته "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم، فإننا نؤكد لكم موصول رعايتنا، مجددين لكم صادق مشاعر تعاطفنا ومواساتنا، مؤمنين بقوله سبحانه وتعالى في حق أمثاله ممن يتوفاهم الله راضين مرضيين: "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". يذكر أنه جرت، بعد عصر أمس بالرباط، مراسيم تشييع جثمان المرحوم، في موكب جنائزي تقدمه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء، حيث ووري الثرى، بحضور أفراد أسرته، ومستشار صاحب الجلالة محمد معتصم، والحاجب الملكي، وعدد من أعضاء الحكومة، ووزراء سابقين، وزعماء أحزاب سياسية، ووالي جهة الرباط-سلا-زمور-زعير، وشخصيات مدنية وعسكرية. وتليت بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم. كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يطيل سبحانه وتعالى عمر جلالته ويحفظه ويحيطه ويكلأه بعنايته الإلهية، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويحفظه في كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. ووجهت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما.