تقاطر حوالي مليونين من أتباع الطريقة المريدية من السينغاليين والأجانب على مدينة طوبى (وسط البلاد)، للمشاركة في هذا الاحتفال الرسمي بالحدث الضارب في القدم، باعتباره أحد الطقوس الأساسية وإحدى أهم ركائز الطريقة المريدية. وتوجه الوفد المغربي الذي يقوده عبد اللطيف البكدوري الأشقري، رئيس ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسفير المغرب بدكار طالب برادة إلى المدينة معقل الطريقة المريدية، حيث شارك في هذه الاحتفالات التي تميزت بحضور أعضاء في الحكومة السينغالية ووفود أجنبية وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالعاصمة السنغالية. وخلال استقبال خص به الوفد المغربي عبر شيخ الطريقة المريدية سيدي مختار مباكي، باسمه وباسم أتباع ورموز الطريقة المريدية، عن امتنانه وخالص شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على العناية التي مافتئ يوليها جلالته للحقل الديني عموما والطريقة المريدية بشكل خاص. وأكد عبد اللطيف البكدوري، بهذه المناسبة، أن مشاركة وفد مغربي في هذه التظاهرة جاء بتعليمات سامية من صاحب الجلالة، أمير المؤمنين موضحا أن هذا الحضور البارز يعكس مرة أخرى الاهتمام الخاص، الذي يوليه جلالة الملك للحقل الديني والصوفية بشكل خاص، وللنهوض بالقيم الإسلامية للسلم، التسامح والتي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وبعد أن أبرز متانة وتميز العلاقات بين المغرب والسينغال، أكد البكدوري أهمية مختلف التظاهرات التي تحييها الطريقة المريدية بالسينغال ومنها "مكال الكبير" بطوبى بالنظر لإسهامها في تكريس القيم النبيلة للعقيدة السمحة. ويجري الاحتفال بذكرى هذا الحدث "مكال طوبى"، في 18 صفر من كل سنة (الموافق ل11 دجنبر)، وهو اليوم الذي نفي فيه مؤسس الطريقة المريدية، الشيخ أحمدو بمبا مباكي (1853 - 1927)، سنة 1895 إلى الغابون. وعرف أحمدو بمبا مباكي، المعروف أيضا باسم "خادم الرسول"، الذي يتحدر من أسرة أنجبت عددا من الأولياء في السينغال، بمقاومته للاستعمار الفرنسي، الذي عمد إلى اعتقاله ونفيه إلى الغابون ثم إلى موريتانيا. وتحتفل الحشود الهائلة من المريدين، من خلال هذا الموسم الديني بذكرى مؤسس الطريقة المريدية في جو من الخشوع والابتهال، حيث تقام الصلوات وترفع الأدعية في مساجد وأضرحة هذه المدينة.