تتميز مشاهدة الأفلام في ساحة جامع الفنا المصنفة تراثا إنسانيا من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، بأجواء متفردة، تعود من خلالها عشاق الفن السابع، من مغاربة وأجانب، على مشاهدة الأفلام وسط مسرح فني يختلط فيه الغناء الكلاسيكي بالغناء الشعبي بمختلف ألوانه، ومعرضا للوحات فولكلورية تتشكل من غناء "الروايس" وعيطة الحوزي ودندنة كناوة، مانحة إياهم فرجة سينمائية ممتعة وليلا ساهرا يكسر برودة الطقس، التي تجتاح مدينة مراكش هذه الأيام، ومن حين لآخر، يسترق أصحاب "البازارات" والمحلات التجارية النظر حتى لا تفوتهم لقطة أو مشهد، رغم انشغالهم في معاملاتهم. وتمنح الساحة لزوارها، كنواة اقتصادية مهمة، فرجة سينمائية ممتعة، وسهرا جميلا بصخبه وسحره وأضوائه ونجومه، وسمرا يصعب وصفه. وتشهد مدينة مراكش، وساحة جامع الفنا على وجه الخصوص خلال فترة المهرجان، طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، من خلال تعدد أوجه تألق وإشعاع المهرجان، إذ تمكن من ضمان حضور دولي لافت، وتحريك عجلة الاقتصاد والسياحة، لتنعكس نتائجها على سكان المدينة، فضلا عن التنشيط الثقافي والفني. ويبقى المهرجان الدولي للفيلم قيمة خاصة تزداد بازدياد عدد نجومه ومشاهيره، متميزا بسعي هؤلاء إليه، لأنهم وجدوا فيه فرجة السينما العالمية بجميع أصنافها، كما وجدوا الجمهور المحب المتعطش لرؤيتهم والمتتبع لأعمالهم، والمدينة الساحرة بأضوائها ومعالمها وشمسها الدافئة، لتحول كل تلك العوامل مهرجان مراكش إلى أهم مهرجان بالبحر الأبيض المتوسط. وأبدى الممثل الامريكي الشهير فيغو مورتينسن، خلال حضوره عرض فيلم أدى فيه دور البطولة "بعيدا عن الرجال"، بساحة جامع الفنا، إعجابه بإقامة عروض سينمائية عالمية خارج قاعات العرض، وفي فضاءات تاريخية ذائعة الصيت، كساحة جامع الفنا، معبرا عن سعادته بالترحاب الواسع الذي حظي به في المغرب. عموما، فمهرجان مراكش ليس فقط لحظات منافسة على الجوائز، واختيار أحسن الأدوار، بل هو عرس فني يجمع نجوم السينما العالمية، ويولي اهتماما خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة تزخر بمؤهلات سياحية، وتستقطب مشاهير العالم في الفن والسينما والسياسة والرياضة.