تستعد ساحة جامع الفنا، قلب مراكش النابض، لاستقبال نجوم السينما الهندية، في شاشة عملاقة بالهواء الطلق، نصبت لعرض أفلام نجوم السينما الهندية طيلة فترة المهرجان الدولي للفيلم، في تقليد دأبت عليه مؤسسة المهرجان لإيصال السينما إلى أكبر عدد من الناس. ويخصص المهرجان الدولى للفيلم بمراكش، خلال دورته الثانية عشرة، التي ستنطلق فعالياتها مساء الجمعة المقبل، تكريما خاصا للسينما الهندية، التى تحتفي بالذكرى المائوية لتأسيسها السنة المقبلة، كما سيحضر وفد سينمائي كبير من الهند، يتكون من 40 شخصية سينمائية، يتقدمهم الممثل العالمي أميت أباشان وشاروخان. وسيجري تكريم الوفد الهندي على خشبة قصر المؤتمرات أمام الجمهور يوم السبت المقبل، وسيحدد المهرجان موعدا لجمهوره مساء كل يوم في ساحة جامع الفنا العالمية، لتقديم عروض سينمائية فى الهواء الطلق بحضور النجوم، لاستحضار ذكريات جميلة عن الأفلام الهندية، التي لم تكن تخلو منها أي قاعة سينمائية بالمدينة الحمراء خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، حتى بات نجومها معروفين لدى العديد من الشباب، كما أن الكثير من عشاق السينما يتذكرون الأفلام الجميلة التي تتحدث عن الصداقة والتسامح والعائلة والشجاعة وحب الأوطان، وما تتضمنه أيضا من إثارة وتشويق وقصص محبوكة. وسيخصص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكريما خاصا لرمز من رموز السينما الهندية، هو المخرج ياش شوبرا، الذي وافته المنية فجأة، وكان من المؤثرين في السينما الهندية بأعماله، خاصة الكلاسيكية منها، كما ساعد على اكتشاف العديد من نجوم السينما الهندية، منهم الممثل شاروخان، إذ سيعرض له فيلم "حتى آخر أنفاسى"، من إخراج ياش شوبرا وبحضور شاروخان. وتعتبر مشاهدة الأفلام في ساحة جامع الفنا، المصنفة كتراث للإنسانية من طرف اليونسكو، سحرا في حد ذاته بخصوصيات متفردة، تعود من خلالها عشاق الفن السابع، مغاربة وأجانب، على مشاهدة الأفلام وسط سحر وجاذبية الساحة، مانحة إياهم فرجة سينمائية ممتعة، وليلا ساهرا يكسر برودة الطقس في مدينة مراكش خلال هذه الأيام. وتحتل ساحة جامع الفنا، نواة مراكش الاقتصادية، مكانة متميزة لدى زوار مراكش، كملتقى للثقافات الشعبية. وأصبح فضاء الساحة، التي ألهمت قصصها الشعبية والدينية المقتبسة من التقاليد الأمازيغية والكناوية والعربية، الكثير من الأعمال الأدبية والروائية، أكثر الساحات في المغرب نبضا بالحيوية والحركة. وتوحدت آراء الجمهور حول هذا الفضاء الساحر الذي ازداد جمالا ورونقا بفضل سحر وعجائبية السينما، التي تحل ضيفا بالساحة مع كل دورة من دورات المهرجان، منافسا ل"الحلقات" وقصصها.