وتبين، من خلال زيارة "المغربية" إلى هذا الدوار أن منازل السكان غمرتها المياه وألحقت بها خسائر في الأفرشة، والمؤونة، والمحاصيل الزراعية المعاشية. حسب قاطني الدوار، فإن الأمطار القوية تسببت في هدم أجزاء وواجهات بعض المنازل، ما اضطر بعض العائلات إلى المبيت في العراء تحت لفحات البرد القارس. موجة البرد القارس وتسرب مياه الأمطار إلى المنازل أخرجت العشرات من سكان دوار الحنشة للاحتجاج على الوضع الذي وصفوه بالمتردي، إذ خرجت نساء يوم الخميس الماضي، ووقفن قرب الطريق الرئيسية الرابطة بين الرباطوالقنيطرة، ورفعن شعارات منددة بالوضع الذي آلت إليه منازلهن بعد التساقطات المطرية. وأكدت النساء المحتجات أنهن اضطررن للخروج إلى الشارع لإيصال أصواتهن إلى المسؤولين، وإثارة الانتباه إلى تردي وضعية المنازل، التي غمرتها الأمطار وألحقت بها خسائر. واستمعت "المغربية" إلى شهادات صادمة لنساء وتلاميذ بدوار الحنشة، عبروا عن معاناتهم خلال فصل الشتاء مع التساقطات المطرية. وقال التلاميذ المتضررون إنهم يعانون مشاكل عديدة بسبب التساقطات المطرية، مثل عدم القدرة على الولوج إلى المؤسسة بسبب تراكم الأوحال، بينما أكدت النساء أن الأمطار القوية تسببت في تسرب الأوحال إلى المنازل، وظهور شقوق بالجدران وانهيارات جزئية لبعض المنازل. وقالت امرأة شابة "نقطن براريك غمرتها المياه وباتت تنعدم فيها شروط السكن اللائق والكرامة". وبينما صدحت حناجر النساء مطالبة بتحسين أوضاعهن، تدخلت مصالح إدارية وأمنية وحاصرتهن، حسب تعبيرهن، لمنعهن من احتلال الطريق الرابط بين القنيطرةوالرباط. وقالت النساء المحتجات إن أحد المسؤولين طلب منهن فك الاعتصام والعودة إلى منازلهن، مقدما وعودا بدراسة ملفاتهن وإيجاد حلول لانتشالهن وأسرهن من الوضع الذي وصف بالمزري. وذكرت المحتجات أن امرأتين أغمي عليهما خلال الاحتجاج بسبب الإجهاد والعياء، ما دفع عناصر الوقاية المدنية إلى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن سكان دوار الحنشة يعانون سنويا من تسرب المياه إلى منازلهم، ويضطرون إلى البحث عن مكان لإيوائهم. وقال مسؤول ل"المغربية" إن ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن اتخذت هذه السنة إجراءات احترازية وتدبيرية لوقف معاناة السكان، كما هيأت مراكز للإيواء في حالة تعرض إحدى المناطق للفيضانات.