سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تأكيد على أهمية الطيران المدني في تنمية القارة السمراء الرباط تحتضن الدورة الثالثة لمنتدى الطيران المدني بإفريقيا
بوليف: صادرات أجزاء الطائرات أصبحت أهم من صادرات الفوسفاط
أجمع المشاركون في المنتدى، الذي ينظم من طرف المعهد الإفريقي للسلامة الجوية، بشراكة مع وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، وشركة "إيرباص" الأوروبية، الرائد العالمي في صناعة الطائرات، على أن الطيران المدني يشكل قطاعا معقدا، يتطلب تضافر وتنسيقا لجهود مختلف المتدخلين، مبرزين أن هذا القطاع يظل المدخل الأساس للتنمية، باعتباره يمكن من فك العزلة عن مناطق وبلدان في احترام تام للبيئة، في إطار رؤية استراتيجية. ودعا المشاركون في المنتدى، الذي ينعقد على مدى يومين تحت شعار "قطاع الطيران: رافعة استراتيجية لتنمية إفريقيا"، إلى ضرورة التواصل والتبادل والشراكة بين الفاعلين الأفارقة في القطاع، واستكشاف فرص الاستثمار في قطاع الطيران بالقارة، ودعم المصنعين ومقدمي الخدمات الجوية في إفريقيا، وإشراك المواهب الإفريقية الشابة، من أجل تمكين القطاع من أطر مرموقة. وأبرز محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل واللوجستيك، التطور الذي شهدته صناعة الطيران بالمغرب، قائلا إن المغرب "أصبح من الدول الإفريقية القليلة، التي تصدر أجزاء الطائرات"، مذكرا أن المغرب طور صناعته في مجال الطيران ليتبوأ مكانته كرائد في هذا القطاع بإفريقيا. وأضاف أن هذا الدور الريادي تعزز بفضل قرار الخطوط الملكية المغربية في مطلع غشت الماضي بالإبقاء، حتى إشعار آخر، على رحلاتها تجاه البلدان المصابة بداء إيبولا، وهي غينيا كوناكري، وليبيريا، وسيراليون، في "مبادرة تضامنية ومسؤولة، بعد أن قررت العديد من شركات الطيران العالمية توقيف رحلاتها نحو هذه الدول". وأكد بوليف أن صادرات أجزاء الطائرات أصبحت تحتل، مع صادرات السيارات، صدارة الصادرات المغربية نحو الخارج إلى جانب الفوسفاط، معلنا أن نجاح المغرب في مجال صناعة الطائرات تواجهه مجموعة من التحديات، من أهمها تحدي التنافسية في مجال النقل الجوي في القارة الإفريقية، وأن "هناك العديد من الشركات العالمية تريد الانقضاض على القارة الإفريقية، لذلك على شركات النقل الجوي الإفريقي أن ترفع من تنافسيتها". وأوضح الوزير أن المغرب أصبح يعمل على تعزيز حضوره في القارة الإفريقية، إذ يحتل حاليا المرتبة الثالثة على الصعيد الإفريقي في مجال النقل الجوي، من خلال تنظيم "لارام" حاليا أكثر من 25 رحلة يومية نحو دول إفريقية، و160 رحلة كل أسبوع. من جانبه، قال فوستو أبيسو فوما، الوزير المنتدب المكلف بالطيران المدني بغينيا الاستوائية، إن الدول الإفريقية مدعوة إلى توحيد جهودها، خاصة في مجال تكوين الموارد البشرية والصيانة، لتجاوز العجز المسجل في عدد الأطر المؤهلة في قطاع الطيران المدني. وذكر أبيسو فوما، الذي تحل بلاده ضيف شرف على هذه الدورة، بقرار ياموسوكرو، الذي يحمل اسم المدينة الإيفوارية، التي اتخذ فيها سنة 1999، والذي التزمت بموجبه الدول ال44 الموقعة على تحرير الخطوط الجوية بينها، والنهوض بأسواق جهوية للنقل الجوي مفتوحة أمام المنافسة عبر الوطنية، مؤكدا أن بلاده رخصت لخطوط ربط جوية مع العديد من الدول الموقعة على هذا القرار. من الجانب الأوروبي، أبرز فؤاد عطار،نائب رئيس شركة "إيرباص" لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أن المغرب يشكل شريكا مميزا لهذه الشركة في مجال المناول، موضحا أن هذا القطاع "سيسجل رقم معاملات يقارب مليار أورو خلال السنوات المقبلة". وعن مكتب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا، قالت كريمة بونمرة بن سلطان إن سياسات النقل توجد في صلب أي استراتيجية للتنمية في إفريقيا، مشيرة إلى أن البلدان الإفريقية تهدف، من خلال قرار ياموسوكرو بالخصوص، إلى الرفع من مستوى الربط داخل إفريقيا، تحسين مستوى السلامة والأمن في المطارات.