تلتزم البلدان الموقعة على إعلان روما بتحقيق نتائج محددة بحلول عام 2025، وعلى رأسها الحد من المخاطر المرتبطة بالتغذية، ومنها داء السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. وجاء إعلان روما عقب مناقشة سبل مكافحة الجوع والسمنة، إذ أثيرت المفارقة التي يعيشها العالم، بسبب وجود موتى بسبب الجوع، فيما يصاب آخرون بأمراض نتيجة السمنة وما يليها من أمراض. وصرحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، أن "نظام الغذاء في العالم، باعتماده على الإنتاج الصناعي وعولمة الأسواق، ينتج إمدادات وفيرة، لكنه يخلق بعض المشكلات للصحة العامة"، مضيفة أن جزءا من العالم لا يملك إلا القليل للغاية من الغذاء المتاح، ما يترك الملايين عرضة للهلاك أو المرض الناجم عن افتقار عدد من الناس للمغذيات، وأن جزءا آخر من سكان العالم يعاني التخمة، بما يترتب عنها من بدانة وسمنة واسعة الانتشار، تقلّص توقعات الأعمار وتدفع بتكاليف الرعاية الصحية إلى آفاق خرافية. وحث إعلان روما الحكومات على تعزيز الإنتاج المحلي للأغذية وتجهيزها، خاصة على أيدي صغار الفلاحين، مع تعزيز التوعية الغذائية، وسبل تفادي السلوكات الغذائية الخاطئة، وتوفير مكملات الحديد وحمض الفوليك للنساء في سن الإنجاب، وتعزيز الرضاعة الطبيعية. وكشفت أشغال المؤتمر، المنظم بشراكة بين منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، أن البدانة تنمو بمعدل متسارع، مع وجود قرابة نصف مليار فرد يعانون السمنة عبر العالم، وثلاثة أضعاف هذا الرقم يعانون فرط الوزن، حسب النشرة الإخبارية المشتركة بين المنظمتين. بالموازاة مع ذلك، قال عبد المجيد الشرايبي، طبيب اختصاصي في مصلحة أمراض الغدد الصماء وداء السكري في المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، في تصريح ل"المغربية"، إن تغير العادات وأنماط الغذاء في المغرب بدأت تظهر آثارها، إذ يتزايد عدد المصابين بالسكري وبالسمنة، حتى بين الأطفال. وأشار الاختصاصي إلى أن عدد الأطفال المصابين بالسكري في المغرب يقدر ب150 ألف طفل، ممن لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، يحملون النوع الثاني من المرض، الذي لا يصيب عادة إلا البالغين. وبرر الأمر بالاستهلاك المفرط للمواد الغذائية المعلبة والسريعة والغنية بالدهون، والإقبال على المشروبات الغازية، مع الابتعاد عن تناول الخضر والفواكه والخبز التقليدي المكون من القمح الصلب، ما يجعل الجسم يفتقر إلى الألياف والكربوهيدرات المتوفرة بكميات مهمة في النمط الغذائي التقليدي. ومن أبرز المشاكل الصحية التي تتسبب فيها السمنة في المغرب، آلام المفاصل والظهر، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري والقلب.