تم مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، تقديم كتاب "ممارسة العلوم الاجتماعية في البلدان المغاربية" الذي أشرف على نصوصه المهداة إلى روح أستاذ الفلسفة والباحث الراحل إدريس المنصوري كل من محمد المبكر و فرانسوا بويون. وأوضح محمد الصغير جنجار نائب مدير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية التي احتضنت اللقاء أن هذا المؤلف هو تكريم للراحل إدريس المنصوري (1949- 2012) أستاذ الفلسفة بكلية الآداب ظهر المهراز، الذي كرس حياته للبحث العلمي وساهم في تطوير العلوم الاجتماعية (الأنثربولوجيا و التاريخ والسوسيولوجيا واللغويات وعلم النفس). وأبرز أن هذا المؤلف الذي أصدرته مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالاشتراك مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز-فاس وبدعم من "مركز جاك بيرك للعلوم الاجتماعية " وكلية الآداب والعلوم الإنسانية-أكدال بالرباط ، هو اعتراف بالجهود العلمية التي قام بها الباحث الراحل الذي كان يمتاز بكرم كبير وساعد الكثيرين على إصدار مؤلفاتهم. كما أوضح أن هذا الكتاب "ذي الجودة الأكاديمية العالية" يعد تكريما للمسار الأكاديمي للباحث إدريس المنصوري، وتقديرا لانكبابه على البحوث والدراسات المتعلقة بالبلدان المغاربية في ميادين العلوم الاجتماعية التي تفحصها من منطلق الفيلسوف وعالم الاجتماع. من جهته اعتبر فرانسوا بويون عن معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، الذي أشرف على إصدار هذا المؤلف، رفقة محمد المبكر، الأستاذ بكلية الآداب بفاس أن أصدقاء الراحل رغبوا في تكريمه من خلال إصدار كتاب "يشبهه ويستحقه" ويعكس "كرمه العلمي اللامحدود وشغفه بالبحث العلمي والتزامه الفكري والنضالي". وأفاد بأن هذا العمل الذي يتكون من 700 صفحة وكتب بثلاث لغات ،العربية والفرنسية والإنجليزية، وساهم فيه باحثون من أعمار مختلفة ويمثلون ثمان جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى نشر مجموعة مختارة من إسهاماته، يظهر الإشعاع الدولي للباحث الراحل وقيمته الفكرية والأكاديمية. من جهته أوضح دوبري بودوان مدير مركز "جاك بيرك للبحوث الاجتماعية" الذي ساهم في الكتاب بدراسة حول "أنديانا جونز ومخطوطات تمبكتو، تأثير الخطاب الطنان والسلطوي في وثائقي تلفزيوني تحليل أنتربولوجي" أنه على الرغم من أنه لا يعرف الراحل معرفة شخصية ،إلا أنه اعتبر أن الواجب يحتم عليه أن يساهم ولو رمزيا في تكريم "أحد الباحثين الكبار بالمغرب". واعتبر أن قيمة هذا الكتاب تكمن في كونه حاول أن يقدم من خلال المقالات المتنوعة المهداة إلى روح الباحث الراحل، و التي تتمحور جميعها حول ممارسة العلوم الاجتماعية بالدول المغاربية ، نظرة عن روحه وفكره ونهجه للحليل النقدي "العميق والهادئ والهادف". يتحدث المساهمون في هذا الكتاب عن تجاربهم الشخصية في البحث أو عن دراسة حالات بدت لهم ذات أهمية من الناحية الإبستيمولوجية، سواء كانت تأملات منهجية في تحقيق ميداني معين أو في مسارات بحثية أو مهنية، مع استكشاف حقول بحث جديدة أو مواد جديدة. كما تقترح البحوث الصادرة بالكتاب والتي تندرج في منظور نقدي وتجديدي، تسليط ضوء جديد على الأسئلة القديمة والرغبة في المغامرة على أرض "حساسة" والاقتراب من "الطابوهات"، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بحياة المدينة.