تغير مشهد الحي المحمدي في الدارالبيضاء، بعدما تدخلت السلطات المحلية (أعوان السلطة المحلية وفرق تابعة للقوات المساعدة)، منذ الثلاثاء الماضي، لتحرير الفضاء العام من الباعة المتجولين والمحلات المشيدة من الخردة والقصدير بشارع الشهداء، الذي يفصل بين "كريان سنطرال" و"الباطيمات" جانب من عملية هدم المحلات التجارية العشوائية (أيس بريس) بعدما أعلمت السلطات هؤلاء قبل فترة بضرورة إخلاء الفضاءات من حاجياتهم وأغراضهم، قبل تدخلها لهدم "البراريك" العشوائية"، وإبقاء المرقمة منها، المندرجة ضمن لائحة المستفيدين من السكن اللائق، حسب ما ذكره سعيد عاتيق، رئيس جمعية الشهاب ل"كريان" سنطرال. وقال أوضح عاتيق إن "السكان المجاورين استحسنوا تدخل السلطات لتخليص شارع الشهداء، الذي عمر فيه الباعة المتجولون منذ ما يزيد عن 30 سنة، محدثين الفوضى والعشوائية، في ظل تنامي عدد الباعة المتجولين، الذين توافدوا على المنطقة من أحياء أخرى، غير الحي المحمدي". وأوضح عاتيق أنه، خلال تدخل السلطات المحلية لهدم "البراريك"، لم تسجل أي ردود أفعال من قبل الباعة، الذين تلقوا مسبقا تبليغا بضرورة ترك الفضاء العام دون تدخل منها، فيما اضطرت السلطات إلى اعتماد الإجراءات اللازمة لتحرير الفضاءات من "البراريك" العشوائية، بهدمها وإزالة المتلاشيات منها وكل ما من شأنه أن يضيق من مساحة شارع الشهداء وجواره، ليصبح خاليا كليا من مظاهر الفوضى. واستمرت عمليات تدخل السلطات المحلية لفك معضلة "العشوائية" بشارع الشهداء وجواره إلى غاية أمس الجمعة، في سياق استرجاع النظام بالمنطقة، التي بقيت تحت سيطرة الباعة المتجولين، بعدما كان من الصعب ولوج الزوار والمواصلات إلى الشارع المكتظ بالعربات والفراشات، فيما كانت "البراريك" العشوائية تمتد لتزيد من ضيق المساحات، حسب المصدر نفسه. من جهتها، حرصت السلطات المحلية على تنظيف المنطقة وجمع المتلاشيات اعتمادا على الجرافات وعمال النظافة، لتغيير مشاهد شارع الشهداء، الذي كان لدى سكان الحي المحمدي بمثابة "نقطة سوداء" تحملوا تبعاتها لسنوات طويلة، قبل أن يتنفسوا الصعداء، إثر إخلاء الشارع نهائيا في ظروف عادية باستجابة من الباعة.