على إيقاع اللون الإسباني، أسدل الستار على مهرجان الجاز شالة بأمسية استحضرت ذكرى الموسيقي الإسباني الراحل، باكو دي لوسيا، فنان الفلامينكو الشهير وأحد أبرز عازفي القيثارة في العالم. (كرتوش) وجمع حفل اختتام المهرجان في دورته 19، بفضاء شالة الأثري، مجموعة خوان كارمونا مع الثنائي ناصر الهواري ورشيد التومي، الذين سافروا بالجمهور، الذي كان على موعد مع روح الإبداع، إلى عالم المتعة الفنية والتنوع الموسيقي، من خلال حوار موسيقي يعكس أن الموسيقى لا حدود لها، فقام كل فنان بإضفاء أسلوبه الخاص بشكل ذكي وأنيق، يجسد الموروث الموسيقي لبلده. وكان الاحتفاء بالمرأة، عنوان اليوم الرابع من التظاهرة الفنية، التي جمعت 53 عازفا من 15 دولة أوروبية، ومن المغرب تم انتقاؤهم على أساس جودتهم الموسيقية، إذ شاركت المغنية البرتغالية ريتا ماريا إلى جانب عازف القيثارة ألفونسو باييس بمجموعة من الأغاني التي تستمد جذورها من الموسيقى البرتغالية والبرازيلية ببصمة جاز قوية. وشكل المهرجان عبر دوراته المتوالية مختبرا لتجريب مشاريع مشتركة بين فنانين من مشارب مختلفة، بحيث أثمر مجموعة من الأعمال التي اندرجت في فئة "صنع في شالة". وحسب بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أرادت بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب أن تجعل من مهرجان الجاز شالة مرآةً تعكس الشراكة الثقافية بين أوروبا والمغرب، من خلال منح منبر للتعبير لموسيقيين من آفاق متعددة. يذكر أن مهرجان الجاز بشالة ينظم كل سنة تحت شعار "الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية" بمبادرة من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع وزارة الثقافة وولاية سلا زمور زعير والمعهد الفرنسي وبالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعتمدة في المغرب ومعاهدها الثقافية. واستطاع مهرجان جاز شالة أن يؤكد أن الموسيقى هي أحد الروابط المتينة، التي تجسد روح الحوار بين أوروبا والمغرب. ففي كل دورة، تتجلى هذه الروابط المتينة بين الضفتين، من خلال اللوحات الموسيقية، التي تشمل أداء الفنانين الأوروبيين والمغاربة في قالب متميز، يجمع الجمهور تحت نغمات وألحان موسيقية.