افتتحت بقصر المؤتمرات (أبو رقراق) بسلا، اليوم الأربعاء، أشغال المنتدى الوطني حول الرعاية الصحية، الذي تنظمه وزارة الصحة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وينظم المنتدى، الذي تختتم أشغاله غدا الخميس، على مدى يومين، بدعم من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف)، في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بإصلاح المنظومة الصحية وتعزيز الرعاية الصحية الأولية كأساس لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وبلوغ أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030. ونوه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في كلمة بالمناسبة، بجميع الأطر الصحية العاملة في القطاع "لتفانيهم في مهامهم ولما يقدمونه من عمل إنساني نبيل لفائدة المواطنين"، وخاصة منهم العاملون في مراكز الصحة الأولية بالمناطق النائية والصعبة. وشدد العثماني على ضرورة توفير رعاية صحية أولية "على قدم المساواة لجميع المواطنين، وفي إطار عدالة مجالية"، معتبرا أن هذه الرعاية تعد اللبنة الأولى التي ينبني عليها كل نظام صحي. من جهته، أكد خالد آيت الطالب وزير الصحة أن تنظيم هذا المنتدى الوطني يعبر عن إرادة المملكة والتزامها الوطيد من أجل تفعيل التوصيات المنبثقة عن المؤتمر الدولي حول الرعاية الصحية الأولية، المنعقد بأستانا (كازاخستان) شهر أكتوبر 2018، والتي ترمي إلى إرساء نظام صحي ناجع ومستدام مبني، أساسا، على خدمات الرعاية الصحية الأولية المرتكزة حول الأشخاص، كما تنص على ذلك توصيات منظمة الصحة العالمية. وأشاد أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وأنيربان شاترجي المستشار الإقليمي للصحة باليونسيف بالجهود التي بذلها المغرب في مجال الرعاية الصحية الأولية، والتي مكنت من تحقيق نتائج ملموسة وعبرا عن استعداد المنظمتين لمواكبة مختلف برامج الوزارة الوصية من أجل ضمان عرض صحي يكون في خدمة مختلف الشرائح. وتميز افتتاح المنتدى، الذي حضره مسؤولون حكوميون وخبراء مغاربة وأجانب وفاعلون جمعويون، بعرض شريطين حول الرعاية الصحية الأولية من إعداد منظمة الصحة العالمية، والحملة الوطنية لتعزيز الخدمات الصحية التي ستطلقها وزارة الصحة. ويهدف هذا المنتدى، الرفيع المستوى، إلى استعراض التطور التاريخي للرعاية الصحية الأولية منذ إعلان "آلما آتا" سنة 1978 وصولا إلى مؤتمر "أستانا" العالمي سنة 2018، و كذا تقاسم التجارب الدولية والوطنية في مجال تطوير الرعاية الصحية الأولية. كما يروم تدارس التوجهات الاستراتيجية لتطوير وتنفيذ إصلاح الرعاية الصحية الأولية بالمملكة المغربية، فضلا عن اقتراح خارطة طريق لتطوير الرعاية الصحية الأولية بالمغرب، كجزء من رؤية متكاملة لإصلاح النظام الصحي بالمملكة. ويرتكز المنتدى حول خمس محاور أساسية، تتعلق أساسا بتنظيم وحكامة منظومة الرعاية الصحية الأولية بالمغرب، وتمويلها، وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص والشراكة البين-قطاعية والمشاركة الجماعاتية، وتأسيس ممارسة طب الأسرة كخيار استراتيجي لتقريب الخدمات الصحية الأساسية وضمان استمراريتها واستجابتها للحاجيات الصحية للسكان. ويعرف هذا اللقاء مشاركة أزيد من 450 فاعلا يمثلون مختلف المؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية.