تعيش ساحة جامع الفناء القلب النابض لمراكش، طيلة أيام المهرجان الدولي للفيلم في نسخته الثامنة عشرة، لحظات حماسية، وأجواء احتفالية من نوع خاص، من خلال عروض الأفلام المبرمجة خارج المسابقة الرسمية، على شاشة كبرى جرى نصبها في الساحة العالمية، التي شكلت على مر العصور مادة ملهمة للشعراء والأدباء والمؤرخين والمبدعين، وهو التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان لعدة سنوات رافعة شعار "السينما للجميع". وتعرف ساحة جامع الفناء خلال هذه الأيام طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، حيث ساهم المهرجان الدولي للفيلم في تحريك عجلة الاقتصاد والسياحة ستنعكس نتائجها بلا شك على سكان مدينة سبعة رجال. وحسب عدد من المهتمين بالشأن السياحي، فإن المهرجان الدولي للفيلم، ساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية بالمدينة الحمراء لتترسخ بذلك المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة مراكش على الصعيدين الوطني والدولي باعتبارها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب. ويعتبر مشاهدة الأفلام في ساحة جامع الفناء، التي جرى تصنيفها كتراث للإنسانية من طرف اليونسكو، سحرا في حد ذاته بخصوصيات متفردة، تعود من خلالها عشاق الفن السابع مغاربة وأجانب على مشاهدة الأفلام وسط مسرح فني يختلط فيه الغناء الكلاسيكي بالغناء الشعبي بمختلف ألوانه،ومعرضا للوحات فولكلورية تتشكل من غناء الروايس وعيطة الحوزي ودندنة كناوة، مانحة إياهم فرجة سينمائية ممتعة وليلا ساهرا. وتمنح ساحة جامع الفناء لزوارها مغاربة وأجانب، فضلا عن كونها نواة اقتصادية مهمة، فرجة سينمائية ممتعة، وسهرا جميلا بصخبه وسحره وأضوائه ونجومه، وسمرا يصعب وصفه. وتوحدت آراء الجمهور حول هذا الفضاء الساحر الذي ازداد جمالا ورونقا بفضل سحر وعجائبية السينما، التي تحل ضيفا مرحبا به بساحة جامع الفناء مع كل دورة من دورات المهرجان، منافسا ل"الحلقات"وقصصها المستوحاة من ألف ليلة وليلة. وفي هذا الإطار، عبر الفرنسي جون لوك كلير عن سعادته بتواجده في مراكش وساحة جامع الفناء التاريخية لمتابعة فقرات هذا المهرجان الشيق والمنظم بمستوى كبير، والذي يتضمن أفلاما جد مهمة فضلا عن حضور متميز لفنانين مرموقين على الصعيد العالمي. وأشار الإيطالي ستيفانو تزاني الى أنه بالنظر الى عشقه وولعه للفن السابع، فان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعتبر تظاهرة كبيرة، وبالتالي فإن زيارته لمراكش وساحة جامع الفناء خلال هذه الفترة ستمكنه من الاستمتاع بفقرات هذا المهرجان وبالأفلام التي ستعرض به. وعبر الصحافي الاسباني خوان أنخيل أورتز عن سعادته بحضوره لهذا العرس السينمائي باعتباره مهرجان عالمي، كل سنة يلبس حلة جديدة ، مشيرا الى أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أصبح موعدا بارزا في الأجندة السينمائية الدولية ضمن سلسلة المهرجانات العالمية للفن السابع. ويبقى المهرجان الدولي للفيلم قيمة خاصة تزداد بازدياد عدد نجومه ومشاهيره، لأنهم وجدوا فيه فرجة السينما العالمية بجميع أصنافها، كما وجدوا فيه الجمهور المحب المتعطش لرؤيتهم والمتتبع لأعمالهم، ووجدوا أيضا المدينة الساحرة بأضوائها ومعالمها وشمسها الدافئة، لتحول كل تلك العوامل مهرجان مراكش إلى أهم مهرجان مغربي بين دول البحر الأبيض المتوسط. وسيكون عشاق السينما ورواد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، طيلة الأسبوع الجاري وإلى غاية يوم السبت 7 دجنبر، على موعد لاكتشاف 98 شريطا يمثلون 34 بلدا، موزعة على عدة فقرات "المسابقة الرسمية"،"السهرات المسائية"،"تكريم السينما الاسترالية"،"العروض الخاصة"،"القارة11"،"بانوراما السينما المغربية"، "الجمهور الناشئ"،"عروض جامع الفنا"،"عروض الوصف السمعي " ، و فقرة"التكريم".