ألهب ظهور نجمة السينما الهندية على البساط الأحمر، بجنبات الفضاء الخارجي لقصر المؤتمرات، الحاضرين، عندما ارتفعت أصوات الجماهير والمعجبين بها، قبل أن تتوجه لمصافحة أكبر عدد ممكن من الأيادي الممدودة. وبعد حفل التكريم الذي حظيت به ديكسيت من طرف مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، بقصر المؤتمرات، انتقلت نجمة سينما "بوليوود" إلى ساحة جامع الفنا، المصنفة كتراث شفوي للإنسانية من طرف اليونسكو، إذ استطاعت استقطاب آلاف المعجبين وعشاق أفلامها الهندية، خاصة فيلم "ديفداس" الذي أكسبها دور البطولة فيه شهرة عالمية. وتشكل الموسيقى والرقص والأغاني أهم عناصر الاستقطاب في الفيلم الهندي البوليودي، لأن جل عشاق هذا اللون السينمائي لا تهمهم القصص المتشابهة والساذجة أحيانا، بقدر ما تمتعهم النغمات الجميلة والألحان المؤثرة والأصوات الرقيقة. وتعيش ساحة جامع الفنا، طيلة أيام المهرجان، لحظات حماسية وأجواء احتفالية، من خلال عروض الأفلام المبرمجة خارج المسابقة الرسمية، على شاشة كبرى نصبت بالساحة العالمية، في تقليد دأبت عليه مؤسسة المهرجان، بشعار "السينما للجميع". وتمنح الساحة لزوارها، مغاربة وأجانب، فضلا عن أنها نواة اقتصادية مهمة، فرجة سينمائية ممتعة، وسهرا جميلا بصخبه وسحره وأضوائه ونجومه. وتوحدت آراء الجمهور حول هذا الفضاء الساحر الذي ازداد جمالا ورونقا بفضل سحر وعجائبية السينما، التي تحل ضيفا منافسا ل"الحلقات" وقصصها المستوحاة من ألف ليلة وليلة. وتعرف مدينة مراكش، خلال فترة المهرجان، طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، من خلال تعدد أوجه تألق وإشعاع المهرجان، إذ تمكن من كسب حضور دولي لافت، مع تحريكه لعجلة الاقتصاد والسياحة. ويبقى المهرجان الدولي للفيلم قيمة خاصة تزداد بازدياد عدد نجومه ومشاهيره، لأنهم وجدوا فيه فرجة السينما العالمية بجميع أصنافها، كما وجدوا الجمهور المحب المتعطش لرؤيتهم والمتتبع لأعمالهم، ووجدوا المدينة الساحرة بأضوائها ومعالمها وشمسها الدافئة. وأبدت الممثلة الهندية، خلال حضورها لعرض الفيلم الذي أدت فيه دور البطولة "ديفداس" بساحة جامع الفنا إعجابها بفكرة إقامة عروض سينمائية عالمية خارج قاعات العرض، وفي فضاءات تاريخية ذائعة الصيت العالمي، معبرة عن سعادتها بالترحاب الذي حظيت به في المغرب. وعموما، فمهرجان مراكش ليس فقط لحظات منافسة على الجوائز واختيار أحسن الأدوار، بل هو عرس فني يجمع نجوم السينما العالمية، ويولي اهتماما خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة.