عبر عدد من سكان جماعة والماس، بإقليمالخميسات، عن استيائهم مما وصفوه ب"غياب" مستودع لتوفير حطب التدفئة خلال فصل الشتاء الجاري وبأثمان مناسبة، خاصة أن المنطقة تشهد حاليا انخفاضا في درجة الحرارة ومن المحتمل أن تنزل إلى ما تحت الصفر بنسب أكبر خلال الأيام المقبلة، التي غالبا ما تعرف تساقطات ثلجية مهمة. وطالب المتضررون من موجة البرد الجهات المختصة بالتدخل العاجل لتوفير هذه المادة الحيوية للسكان، من خلال الإذن لإحدى التعاونيات النشيطة في المجال بإحداث المستودع، علما أن جماعة والماس تتوفر على مجال غابوي شاسع بإمكانه تغطية الحاجيات الأساسية للمواطنين، وتصدير الخشب بمختلف أنواعه على مدار السنة باعتبار تنوع الغطاء النباتي بالمنطقة. وأكد مصدر جمعوي أن مشكل التدفئة بجماعة والماس غالبا ما يطرح لدى سكان المناطق النائية ذات التضاريس الصعبة خلال فصل الشتاء، وخاصة مع استمرار تساقط الثلوج وصعوبة التنقل، إذ ينفذ مخزون الأسر من حطب التدفئة، بخلاف سكان المركز القروي، الذي يعتمدون على قنينات الغاز أو اقتناء حطب التدفئة من أرباب الحمامات والأفران التقليدية، موضحا أن المشكل لا يقتصر على جماعة والماس بل المنطقة ككل، منها بوقشمير، وآيت يشو، وآيت يكو، ومولاي بوعزة. وأضاف مصدر تعاوني بوالماس ل"الصحراء المغربية"، أن “سعر القنطار من حطب التدفئة يصل إلى 120 درهما، مع تسجيل ندرة في المعروضات من هذه المادة، وغياب الجودة. ويرتفع سعر حطب التدفئة مع تساقط الأمطار والثلوج، مبرزا أن الأسر تعاني قلة الحطب هذه السنة بشكل كبير، كما أن الجهات المختصة لم يسجل لها أي تدخل استباقي لتوفير هذه المادة الحيوية رغم تدارس القضية خلال اجتماع لجنة اليقظة بعمالة إقليمالخميسات. وأكد أن معاناة السكان بمناطق والماس تتكرر كل سنة، بسبب قلة حطب التدفئة وانعدام المستودعات الخاصة بذلك. وقد تزداد في الأيام المقبلة، التي ستعرف انخفاضا في درجة الحرارة، موضحا أن الأسر المعنية تبذل مجهودات كبيرة، تسخر خلالها كل إمكانياتها البشرية واللوجيستكية لتوفير القليل من احتياجاتها من حطب التدفئة، بما في ذلك الأطفال والنساء للقيام بهذه المهمة، التي تكون صعبة جدا خلال تساقط الثلوج، إذ لا تكفي الكميات، التي يتم جمعها طيلة الأسبوع من الأغصان اليابسة، إلا لتدفئة يومين على الأكثر، ما يجعل الأمر يتفاقم بالنسبة إلى السكان، الذين يصعب عليهم خلال الأيام الثلجية، التنقل إلى المركز القروي لاقتناء قنينات الغاز، وبخصوص أثمان الحطب بجماعة والماس فإنها تتراوح بين 100 و120 درهما، ومن المرجح أن تعرف ارتفاعا في الأيام المقبلة. وأضاف المصدر ذاته أن المجلس الجماعي لم يتخذ أي خطوة في الموضوع خلال السنة الجارية بعدما كانت الجماعة تتكلف بتوفير الحطب بأثمان رمزية للسكان، موضحا أن إحدى التعاونيات تقدمت بطلب لإحداث مستودع لحطب التدفئة، لكنه لم يحظ بالقبول من قبل المجلس الجماعي، الذي قرر تأجيل النظر في النقطة المتعلقة بالطلب ثلاث دورات متتالية خلال السنة الماضية. وأشار إلى أن سكان الجماعة لم يستفيدوا من أي دعم بهذه المناسبة، سواء الأفران الاقتصادية أو حطب التدفئة. من جهة أخرى، أفاد مصدر مطلع أن المجلس الجماعي سبق أن وافق على إحداث مستودع لحطب التدفئة مع دعم يقدر بخمسة ملايين سنتيم من أجل توفير حطب التدفئة بأثمان مناسبة، إلا أن إحدى الجمعيات لم تقم باللازم، ما كان له وقع سلبي على تدبير قضية حطب التدفئة بوالماس.