تم، أمس الاثنين بمراكش، الإعلان عن الإطلاق الرسمي لمرصد التعلم مدى الحياة، بحضور ممثلي 12 دولة افريقية ضمنهم المغرب، وذلك خلال ملتقى دولي تنظمه الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، جامعة القاضي عياض بمراكش، ومؤسسة التعاون الألماني"تعلم الكبار" ومعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة وجامعة الرباط (كلية علوم التربية)، وشركاء آخرين، لتدارس مجموعة من المواضيع ذات الصلة بمجال تقويم العمل المرتبط بمحاربة الأمية "تعليم الكبار" و"التعلم مدى الحياة". ويتوخى من هذا المرصد، الذي سيتخذ من جامعة محمد بن عبد الله بفاس فضاءا لاشتغاله، التوفر على آلية لتقديم مؤشرات حول التعلم مدى الحياة وتعليم الكبار ومحاربة الأمية، والتي ستساعد على اتخاذ القرار في هذه المجالات من أجل تحسين الأنشطة والقرارات العلمية التي يتم اتخاذها، حتى تلقى قاعدة علمية في إطار مخرجات ومنتجات هذا المرصد. وكانت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وقعت تسع اتفاقيات شراكة مع عدد من الجامعات التي انخرطت إلى جانب الوكالة في مشاريع محاربة الأمية بشكل عام وفي مشروع قياس آثار التعلمات بصفة خاصة، إحداها تم توقيعها مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ، والتي من خلالها جاءت فكرة خلق مرصد للتعلم مدى الحياة وتمت بلورتها مع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، حيث حصلت الجامعة على "كرسي اليونسكو". وأوضح دافيد أتشوارينا مدير معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، أن هذا المرصد هو تمرة التعاون بين الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ومؤسسة التعلم مدى الحياة التابعة لليونسكو. وأضاف أتشوارينا في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن هذه المبادرة الهامة تكتسي أهميتها في كونها ستعمل على تطوير الآليات لجمع المعلومات للبحث العلمي حول القضايا ذات الصلة بالتربية والتعليم والتكوين، وأيضا للنهوض بالتعاون بين المغرب والبلدان الإفريقية في هذا المجال، بالنظر إلى كون عدد من البلدان الإفريقية منخرطة في هذه المبادرة، وهذا عنصر مهم لأنه في إطار الهدف الرابع للتنمية المستدامة المتعلق بالتعلم مدى الحياة، فإن مسألة التتبع والتقييم تعد جانبا جوهريا. وأشار المسؤول الأممي إلى أن هذا المرصد سيمكن من إرساء الآليات ومراحل بروتوكول البحث العلمي وأيضا النهوض بالتعاون حول هذه القضايا ذات الصلة بالتعليم مدى الحياة. من جانبه، أكد رضوان مرابط رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن إحداث هذا المرصد يأتي لتتويج عمل هام الذي أنجز خلال سنة كاملة فضلا عن كون جامعة فاس حصلت على كرسي اليونيسكو، مشيرا إلى أن عددا من التظاهرات ستعمل على تعزيز هذه المبادرة وضمان نجاحها خلال السنوات المقبلة. وأضاف رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، أن هذا المرصد سيكون مقره بهذه الجامعة وسيضم عددا من الشركاء المهمين في مجال التربية سواء على المستوى الوطني أو الإفريقي. وأوضح أن المرصد سيعمل على إرساء إستراتيجية تهم التعلم مدى الحياة وسيمكن من انجاز عدد من الدراسات والأبحاث العلمية في هذا المجال، مشيرا إلى أن فريقا مهما من الأساتذة الباحثين بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس سيتكلفون بالجانب المتعلق بالبحث العلمي. بدوره، أكد حسن حبيض رئيس جامعة القاضي عياض، أن هذه الأخيرة تعير اهتماما كبيرا للتكوين والتعلم مدى الحياة، مبرزا أن جامعة القاضي عياض وفي إطار إستراتيجيتها منذ 2013 و2017، بصدد إعداد برنامج متكامل يهدف إلى إرساء جامعة للتكوين مدى الحياة تخص الكبار. وأضاف أن جامعة القاضي عياض ستعمل، في هذا الإطار، على إحداث جمعية تضم أساتذة جامعيين محالين على التعاقد والذين لهم باع في التكوين والتأطير من أجل التعاون لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود وذلك بتعاون مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية. وأشار إلى أن هدا المشروع يندرج في إطار عقدة شراكة تجمع جامعة القاضي عياض بالوكالة، والتي أصبحت بلورتها تهم جوانب أخرى كتعليم الموظفين الأميين من الدرجة الثانية، وتكوين المهارات الذاتية لطلبة الماستر، حيت سنتعاون في هذا الإطار مع الوكالة ليشتغل الطلبة على تكوين الكبار أو الأميين من الدرجة الثانية في إطار ما يسمى ب"واحد واحد". وكشف محمود عبد السميح، مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، عن مجال محاربة الأمية الذي يلتقي مع مجالات متعددة أهمها مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، موضحا أن محاربة الأمية لايجب أن تقتصر على اكتساب الكفاءات الأساسية من القراءة والكتابة والحساب، بل يجب أن تتجاوز هذه المرحلة لتهدف إلى تعزيز كفاءات أخرى تمكن المستفيد من تسهيل عملية الاندماج السوسيو اقتصادي، وبالتالي تكون بوابة للتعلم مدى الحياة. وخلص مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية إلى أن التعلم له مسار طويل يمتد طوال الحياة، ومن هنا جاءت الفكرة لأن رؤية الوكالة تندرج في هذا الإطار وبالتالي كانت هناك اتفاقية شراكة مع جامعة محمد بن عبد الله بفاس، حيث تم إرساء لبنة لمجموعة من الأوراش من أهمها إحداث مرصد التعلم مدى الحياة الذي سيزودنا بمجموعة من المعطيات والمؤشرات سيكون له مهمة السهر الاستراتيجي على المجال وبالتالي سيمدنا بجميع الآليات والوسائل التي تساعد على اتخاذ القرار في مجالات التعلم مدى الحياة وتعليم الكبار ومحاربة الأمية.