أشادت حركة مقاولات المغرب "موديم" وجمعية فضاء نقطة البداية "‘إسبود" لدعم ريادة الأعمال النسائية، الخميس 14 نونبر الجاري، بالسيد محمد الهيتمي، الرئيس المدير العام لمجموعة لومتان خلال حفل تكريمه اعترافا بالمجهودات المتواصلة التي يبذلها مساهمة منه في تعزيز ريادة الأعمال بالمغرب، ودعم المقاولات الصغرى من خلال مبادرات رائدة ونوعية يسهر شخصيا على صياغتها والمشاركة فيها بروح مواطنة وإيمانا منه بالأدوار التي يمكن أن تلعبها هذه المقاولات بالنسبة للاقتصاد الوطني في إطار دينامية إدماجية متوازنة. وبهذه المناسبة، قالت صباح الشرايبي بنونة، الرئيسة الوطنية لجمعية "إسبود"، في تصريح ل "الصحراء المغربية" إن هذا التكريم هو إشادة بالخطوات العديدة والفاعلة التي نهجها السيد محمد الهيتمي مشاركة منه في تعبئة الرافعات المبتكرة والمهيكلة بغية خدمة تنمية ريادة الأعمال والجهود بها، وأيضا، تنويها بما يقوم منه من أجل تقاسم خبراته مع باقي المكونات التي تنشط في هذا المجال، واستطردت الشرايبي موضحة أن ما يقوم به السيد محمد الهيتمي ينم عن حب عميق لبلده ولكل ما يخدم قضاياه. أحمد البوزيدي، رئيس "موديم" أوضح من جانبه أن هذا التكريم المستحق، هو أقل ما يمكن تقديمه لرجل يعمل ويسخر كل طاقاته من أجل الدفع بعجلة تطور قطاع ريادة الأعمال. وفي إطار الإشادة بشخص السيد محمد الهيتمي، أفادت أمال الشريف الحوات، رئيس المنتدى الدولي للمقاولات الصغرى أن هذا التكريم الذي خبراء اقتصاديون ومسؤولون عن الأبناك وعدد كبير من الأكاديميين من العاصمة الاقتصادية وخارجها ومن الولاياتالمتحدة كذلك، هو احتفاء مستحق بشخصية وطنية عبرت بقلمها وفعلها والمؤسسة الإعلامية التي يشرف على تسييرها وأطرها ومنشوراتها، على دعم واضح ومواكبة مسؤولة للمقاولة المغربية في جميع أشكالها القانونية. واعتبرت الحوات أن هذه المناسبة هي كذلك تكريم لدور الصحافة الوطنية المسايرة للتطور الاقتصادي للمغرب، خاصة في الظرفية الحالية لتي أبانت عن وعي وطني لجميع الفاعلين بدور وأهمية ومكانة المقاولات الصغيرة والمتوسطة والوسطى في تنشيط الاقتصاد وخلق الثروات ومناصب الشغل. وخلال هذا اللقاء، استهل السيد محمد الهيتمي مداخلته باستحضاره مساره الدراسي، مبرزا أنه نتاج للمدرسة المغربية التي يمكنها أن تستمر في إنجاب الكفاءات، واستطاع الرئيس المدير العام لمجموعة لومتان أن يعطي صورة جد دقيقة عن الإكراهات التي تواجه المقاولة والحلول الممكن لتجاوزها، حيث انطلق من الحديث عن تجربته التي استمرت مدة 32 سنة في القطاع البنكي وتحديدا في مجموعة التجاري وفابنك التي تقلد فيها مناصب تسييرية بالمغرب وهولندا وتونس و3 بلدان إفريقية، لينتقل إلى مجال الصحافة بمجموعة لومتان التي اعتبرها ذاكرة للمغرب منذ سنة 1908 سنة انطلاقتها، مبرزا بذلك انتقاله من صفة البنكي إلى المقاولة الصحفية، وحول هذه النقطة اعتبر أنه إذا كانت هناك أزمات فهناك بالتأكيد فرص متاحة لتخطي كل الصعاب. وحول هذا الأمر استشهد بالتحول الذي يعيش على إيقاعه المشهد الإعلامي عامة الذي تتمايل كفته تدريجيا نحو الرقمنة، موضحا أن مجموعة لومتان عملت على استيعاب هذا التحول من خلال ملاءمة منشوراتها مع هذا التوجه والانخراط بقوة وبشكل وازن في الإعلام الرقمي، إلى جانب تطوير وسائلها التدبيرية المتعلق بشق الإعلانات. وتابع الهيتمي موضحا، أن المجموعة وقبل ست سنوات عملت على مسايرة التحولات التي برزت، من خلال إطلاق ملحق "لوماتان إيكو" الذي يعنى بالقضايا الاقتصادية، هذا بالإضافة إلى الويب تي في والمواقع الإلكترونية للمجموعة، دون إغفاله ذكر مجلة "تدبير" التي اهتمت بالمقاولات الصغرى والمقاول الذاتي والتي استمرت في الظهور مدة سنتين ونصف. ومن جانب آخر، أشار السيد الهيتمي إلى أن وتيرة الأزمات الاقتصادية وأزمات أخرى تتصاعد عالميا، مبرزا أن علينا أن نفتخر لأن صاحب الجلالة فهم هذا الوضع، وعمل ويعمل على نجاح وتطور مسعى المغرب نحو الرقي والتميز على كافة الأصعدة بما فيها الصعيد الاقتصادي. وشدد على أن على المقاول أن يكون متفائلا وعلى كل الأطراف المعنية بالمقاولة العمل كمنظومة موحدة. وأعلن بهذه المناسبة، أن مجموعة لومتان ستنظم قريبا ثلاث ندوات تتعلق بجوانب مهمة من ريادة الأعمال، حيث تتناول مواضيع آجال الأداءات، والإعفاءات الضريبية وغيرها. وجاء هذا التكريم الذي يمثل تتويجا مستحقا للسيد محمد الهيتمي، بمناسبة انعقاد الدورة الأولى لليوم الوطني لريادة الأعمال، المنعقد حول موضوع "المقاولة الصغيرة رافعة للتنمية"، وذلك في إطار الأسبوع العالمي لريادة الأعمال. ويندرج هذا الموعد في إطار الديناميكية الجديدة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لنموذج جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يجمع بين سياسة إدماجية ووظائف قوية تستجيب لكل التطلعات. ونجحت "إسبود" و"موديم"، مع هذه النسخة الأولى، في تقريب وجهات نظر الجهات الفاعلة في مجال المقاولات الصغيرة والمتوسطة والصغرى بهدف تهيئة مناخ من الثقة وإعادة تركيز النقاش على التدابير العاجلة لاقتراحها بالإضافة إلى مشروع Small Business Act Maroc بما في ذلك تمويل المقاولات الصغرى، وتشجيع الابتكار، وتدريب رواد الأعمال وتكوينهم، والحوافز الحكومية، ومساهمات تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات). وتعتبر هذه الدورة الأولى فرصة لتعزيز الروابط بين الجهات الفاعلة الاجتماعية والاقتصادية والأوساط الأكاديمية وريادة الأعمال من أجل ديناميكية جديدة للتكامل والتنمية وخلق الثروة وفرص العمل. وأشرف على تنشيط هذه النسخة الأولى خبراء ومسؤولين بنكيين ومقاولين، ويرى المنظمون لهذه النسخة الأولى من اليوم الوطني لريادة الأعمال، أن بعض المؤسسات الوطنية الملتزمة منذ عدة سنوات في مجال تشجيع ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة والصغرى في المغرب، كانت قادرة على تنفيذ التدابير حوافز مهمة ولكنها تبقى غير كافية، وهو ما يحتم مواصلة التفكير في الحلول الكفيل والتي يجب أن تكون على مقاس الإشكاليات المطروحة ضمانا لبلوغ الأهداف المتوخاة. وأجمعت المداخلات التي قدمت في إطار جلستين حول ريادة الأعمال، أن المقاولات الصغرى تعد ذات أهمية حاسمة في التنمية الاقتصادية للمغرب. وهي تمثل 90 في المائة من إجمالي عدد الشركات المغربية، وأن هناك حوالي 3 ملايين مقاولة في جميع الأشكال القانونية، وهي تشكل مشتلا حقيقييا من مناصب الشغل. واعتبر بعض المتدخلين أن هذه الفئة من المقاولات ولسوء الحظ، تعتبر الأكثر هشاشة، وغير مهيكلة، ولا تلج، بالنسبة لغالبيتها، إلى الطلب العمومي الذي ينبغي أن يشكل رافعة حقيقية لتطورها هذه الأخيرة. وعلى الرغم من تحسن الدفع المتأخر نسبيًا، إلا أنه لا يزال يؤثر على الأداء الطبيعي للشركات وتطورها، أساسا مرحلة الاستقبال من الأعمال أو استقبال المواد قبل الفواتير. تحقق غالبية هذه الشركات مبيعات لا تتجاوز 3 ملايين درهم. بالإضافة إلى ثقلها في النسيج الاقتصادي المغربي، فإن هذه المقاولات الصغرى لديها إمكانات كبيرة لخلق فرص العمل والمساهمة في التنمية المستدامة، والتي هي قادرة على توليد الثروة، ومكافحة الفقر وتحسين مستوى الاندماج الاجتماعي.