قال عبد الفتاح فيقاتو، طبيب بمصلحة الأمراض العقلية والنفسية بشفشاون، إن أسباب الانتحار متعددة ومتداخلة، ما يستدعي تدخل جميع الفاعلين والوزارات، بدءا من وزارة الصحة، والأوقاف والشؤون الإسلامية، والشباب والرياضة، والثقافة، والسلطات المحلية، من أجل إيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة، التي بدأت تتفشء في السنوات الأخيرة بإقليمشفشاون. وكشف في حوار مع "الصحراء المغربية"، أنه إلى حدود شهر شتنبر الجاري، بلغت حالات الانتحار خلال 2019 نحو ثلاثين حالة، فيما سُجلت نحو 80 حالة انتحار خلال السنة الماضية، ويحتل العنصر النسائي نسبة أكبر من نسبة الرجال في عدد المنتحرين، وخصوصا الفتيات. في الحوار التالي، يبسط فيقاتو أسباب هذه الظاهرة والحلول المقترحة للحد منها. "الصحراء المغربية": كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن حالات انتحار عديدة بإقليمشفشاون، كيف تفسر تفشي هذه الظاهرة بالإقليم؟ عبد الفتاح فيقاتو: بالنسبة لحالات الانتحار التي عرفها إقليمشفشاون، أود أن أسجل أن 90 في المائة من الحالات التي هزت الإقليم تتحدر من المجال القروي، وهو ما يعكس حجم الصعوبات التي يعرفها العالم القروي، خصوصا في مجال الاجتماعي والنفسي والثقافي. كما أن المجال العمري للأشخاص المنتحرين بشفشاون يترواح ما بين 14 سنة و85 سنة رجالا ونساء. وأسجل أنه إلى حدود الساعة بلغت حالات الانتحار في سنة 2019 نحو ثلاثين حالة انتحار، فيما سجلت نحو 80 حالة انتحار خلال السنة الماضية، ويحتل العنصر النسائي نسبة أكبر من نسبة الرجال في عدد المنتحرين، خصوصا الفتيات. ماهي المجهودات التي تقوم بها مصلحة الأمراض العقلية والنفسية للحد من هذه الظاهرة؟ نحن هنا بإقليمشفشاون، وكما أسلفت الذكر، يتم تسجيل 90 في المائة من الحالات بالمجال القروي، ومنه فإن أولى الأولويات التي يجب أن تقوم به وزارة الصحة والمسؤولين بالإقليم هو تكوين الأطباء في العالم القروي لرصد الحالات المعرضة للانتحار، خصوصا ان المرحلة الأولى التي يلتجأ إلى الشخص الراغب في الانتحار هو الطبيب، مع التأكيد على وجود الشخص الراغب في الانتحار تحت تأثير مرض الاكتئاب وخصوصا الاكتئاب الحاد. أما في ما يخص حالات المرض العقلية فيهم الأشخاص المصابين بالفصام والذب القطبي، والمناسبة شرط للتأكيد ضرورة الرعاية بالمرأة القروية، خصوصا أن هذه الأخيرة لا تأخذ حقها من الدواء والرعاية مقارنة مع الرجل، ما يستوجب مواكبتها الصحية وتتبعها، سيما أنها غالبا ما تكون مهانة من طرف العائلة، وهذا العنصر يعد أساسيا، فالأسرة عامل مهم في هذه المعادلة، فلا الطبيب ولا المستشفى ولا الأدوية تستطيع وقف هذه الظاهرة بدون أسرة. هل هناك وصفة جاهزة لوقف نزيف الأرواح المقبلة على الانتحار؟ سوف أكون صادقا معك، لا يمكننا أن نتكلم عن إيقاف ظاهرة الانتحار، لكن يمكن التخفيف أو نحد منها، بيد أن أسباب الانتحار متعددة، ما يستدعي تدخل جميع الفاعلين والوزارات، بدءا من وزارة الصحة والسلطات ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة، التي يجب أن تحدث دورا للثقافة. ولكم أن تتخيلوا الحالة الأخيرة التي هزت الإقليم الأسبوع الماضي، والتي تهم طفلا في الرابعة عشر من العمر يعيش في مجال يفتقر للملاعب ودور للثقافة.